1
00:00:00,031 --> 00:00:02,538
عندما تنظر إلى فرشاة الأسنان لا تقول:

2
00:00:02,562 --> 00:00:03,713
"أنا عظيم!"

3
00:00:03,737 --> 00:00:06,574
ولكن عندما تنظر إلى مشط الأفرو 
وهو أداة تصفيف،

4
00:00:06,598 --> 00:00:10,632
يمكن أن تتذكر في لاوعيك كم أنت فخور،

5
00:00:10,632 --> 00:00:11,708
وتقول: "هذا جيد".

6
00:00:12,008 --> 00:00:13,240
[أدوات صغيرة.]

7
00:00:13,542 --> 00:00:15,414
[أفكار كبيرة.]

8
00:00:17,492 --> 00:00:20,889
مشط الأفرو أداة نَفعية

9
00:00:20,913 --> 00:00:24,763
وتُستخدم لتصفيف تسريحة الشعر الأفرو.

10
00:00:24,787 --> 00:00:28,674
أعتقد أن مشط الأفرو صُمم ليمنح نفس الشعور

11
00:00:28,674 --> 00:00:32,473
الذي يغمرك عندما تمرر أصابعك عبر شعرك.

12
00:00:32,502 --> 00:00:35,808
شكله وحتى العمق الذي يبلغه يشبه اليد.

13
00:00:35,832 --> 00:00:39,194
يحتوي على أسنان من البلاستيك 
أو النايلون،

14
00:00:39,218 --> 00:00:42,434
وهناك أسنان مصنوعة من الفولاذ 
المقاوم للصدأ أو من النيكل.

15
00:00:42,458 --> 00:00:44,681
أنا دائما أفضل الأسنان المعدنية

16
00:00:44,705 --> 00:00:46,409
فقط لأنني أحب الصوت الذي تصدره

17
00:00:46,433 --> 00:00:49,897
وتلك التي أعرف تحتوي على رمز 
القبضة المرفوعة في مقبضها.

18
00:00:49,921 --> 00:00:52,097
عندما أفكر في شَعر السود في أمريكا،

19
00:00:52,121 --> 00:00:54,547
يتبادر لذهني شيء خضع للرقابة.

20
00:00:54,571 --> 00:00:58,787
في الأيام الخوالي كان من المتوقع من السود
علاج شعرهم كيميائيا.

21
00:00:58,889 --> 00:01:02,778
فلم تكن صحتهم أولوية 
أمام الاندماج بالمجتمع.

22
00:01:03,082 --> 00:01:08,439
في الخمسينيات طفح كيل الراقصة روث بيكفورد
وعديدُ مطربي الجاز من جعل شعرهم مستقيما

23
00:01:08,472 --> 00:01:11,139
فسمحوا لشعرهم بالنمو بشكل طبيعي

24
00:01:11,139 --> 00:01:14,533
ودأبوا على أداء فنهم 
وقص شعرهم ليصبح قصيرا.

25
00:01:14,557 --> 00:01:19,277
تطور هذا النمط في الستينيات 
مع بدأ رواج تسريحة الأفرو،

26
00:01:19,341 --> 00:01:25,200
التي كانت عبارة عن شعر طبيعي قصير
نمى ليتخذ شكلًا أكثر كروية.

27
00:01:25,251 --> 00:01:30,066
اعتمد قادة حركات الحقوق المدنية والناشطين
تصفيفة الشعر هذه

28
00:01:30,090 --> 00:01:32,919
كوسيلة للتمرد والافتخار بالبشرة السوداء.

29
00:01:32,943 --> 00:01:35,008
وكان هناك موسيقيون مثل جيمس براون

30
00:01:35,032 --> 00:01:37,648
الذي كان معروفًا باستعمال منتجات كيميائية
لتصفيف شعره

31
00:01:37,648 --> 00:01:39,751
لكنه تخلى عن ذلك 
وترك شعره ينمو بشكل طبيعي.

32
00:01:39,751 --> 00:01:41,495
كان ذلك ظاهرًا في موسيقاه،

33
00:01:41,519 --> 00:01:44,393
فإحدى أغانيه معنونة 
"قلها بصوت عال، أنا أسود وأفتخر".

34
00:01:44,417 --> 00:01:49,135
كان مضمون حركة "الأسود جميل" الثقافية 
رفض فكرة الخجل فقط لكون المرء أسود.

35
00:01:49,135 --> 00:01:54,780
فأن تكون داكن البشرة 
أو يكون شعرك أكثر تجعدًا لا يدعو للخجل.

36
00:01:54,921 --> 00:01:58,638
في أحد الصور المفضلة عندي لأمي وجدتي

37
00:01:58,734 --> 00:02:01,119
تظهر جدتي بتصفيفة شعر أفرو صغيرة،

38
00:02:01,143 --> 00:02:02,797
وكان ذلك في الستينيات.

39
00:02:02,821 --> 00:02:06,847
يعود تاريخ أمشاط الشعر الأفريقي 
إلى 3500 سنة قبل الميلاد.

40
00:02:06,871 --> 00:02:11,682
عُثر على أقدم أمشاط الشعر الأفريقي 
في مصر القديمة والسودان.

41
00:02:11,706 --> 00:02:14,374
كانوا يبنون الأهرامات ويصنعون الأمشاط.

42
00:02:14,398 --> 00:02:17,435
الطريقة التي كانوا يزينون بها 
الأمشاط الأفريقية القديمة

43
00:02:17,459 --> 00:02:20,899
كانت تُبين المكانة أو الانتماء القبلي.

44
00:02:20,923 --> 00:02:25,381
القبضة المرفوعة التي تزين مشط الأفرو 
الحديث ليست من قبيل المصادفة

45
00:02:25,405 --> 00:02:29,548
فهي تبين درجة الانتماء 
والطائفة التي تنتمي إليها.

46
00:02:30,015 --> 00:02:32,231
ثم بدأت حركة القوة السوداء.

47
00:02:32,255 --> 00:02:34,365
تحتاج معظم الحركات لرموز تمثلها، 
أليس كذلك؟

48
00:02:34,389 --> 00:02:39,377
فالقبضة المرفوعة وتسريحة الأفرو 
كانتا تتماشيان مع رمزية حزب الفهود السود،

49
00:02:39,439 --> 00:02:42,045
وكان بالإمكان رؤية 
المنتمين لعشيرتك من بعيد.

50
00:02:42,069 --> 00:02:45,118
فالمشط لم يكن يوضع مع أدواتك التجميلية،

51
00:02:45,142 --> 00:02:46,672
بل كان يوضع في الجيب الخلفي.

52
00:02:46,696 --> 00:02:49,067
ورمز القبضة ظاهر للعيان عن عمد.

53
00:02:49,091 --> 00:02:51,465
وتُظهر انتماءك أيضا بتصفيفة الشعر الأفرو.

54
00:02:51,489 --> 00:02:55,650
عندما أفكر بتصفيفات شعر الأفرو الأيقونية
تخطر أنجيلا دافيس ببالي فورًا.

55
00:02:55,710 --> 00:02:58,764
تصفيفتها تجسد الأناقة والذوق

56
00:02:58,788 --> 00:03:00,547
والحرية والتمرد.

57
00:03:00,571 --> 00:03:02,427
تغمرك كل هذه الأحاسيس في وقت واحد

58
00:03:02,451 --> 00:03:05,707
وأنت تشاهد أنجيلا ديفيس تقاتل 
من أجل حياتها في المحكمة الاتحادية.

59
00:03:05,731 --> 00:03:09,289
بحلول الثمانينيات أصبحت الأفرو أقل غُلوًا.

60
00:03:09,313 --> 00:03:12,983
لا تزال أمشاط الأفرو تُنتج لهذا اليوم
مع القبضة المرفوعة،

61
00:03:12,983 --> 00:03:16,424
فهي من بقايا الحركة
في الأدوات المستعملة كل يوم.

62
00:03:17,193 --> 00:03:19,927
عندما كنت صغيرًا كنت أراه مجرد أداة أخرى.

63
00:03:19,951 --> 00:03:21,144
كان مجرد مشط.

64
00:03:21,168 --> 00:03:23,384
ولكن بعدما زادت معرفتي

65
00:03:23,408 --> 00:03:28,394
وفهمت جذور وأصل والقصد من تصميم المشط

66
00:03:28,480 --> 00:03:31,233
ورمزية القبضة المرفوعة وغيرها من الأمور.

67
00:03:32,673 --> 00:03:33,986
تفتحت عيناي.