0:01:14.450,0:01:24.740
(الصمدية)

0:01:24.740,0:01:30.640
هي كلمة سنسكريتية قديمة،[br]حيث لا يوجد مصطلح حديث يعادلها.

0:01:30.640,0:01:38.210
شكّل صنع فيلم عن (الصمدية) تحدّياً كبيراً.

0:01:38.210,0:01:54.230
فـ(صمدية) تشير إلى تعبير[br]لا يمكن وصفه على مستوى العقل.

0:01:54.230,0:02:00.240
هذا الفيلم هو مجرد[br]تجلّي خارجي لرحلتي الداخلية.

0:02:00.240,0:02:06.950
والقصد من ذلك هو ليس تعليمك عن (الصمدية)،[br]أو تقديم معلومات يستوعبها عقلك

0:02:06.950,0:02:17.260
ولكن لإلهامك لاكتشاف مباشر[br]لطبيعتك الحقيقية.

0:02:17.260,0:02:29.200
(الصمدية) مهمة في وقتنا الحالي [br]أكثر من أيّ وقت مضى.

0:02:29.200,0:02:34.840
نحن في عصر لم ننس فيه (الصمدية) فحسب،

0:02:34.840,0:02:43.700
بل نسينا ما كنّا قد نسيناه.

0:02:43.700,0:03:28.129
وهذا النسيان هو (مـايـا)، أو "وهَم الذات".

0:03:28.129,0:03:34.239
كبشر يعيش معظمنا مغمور في حياته اليومية،[br]ونقضي القليل منها بالتفكَر في ماهيّتنا.

0:03:34.239,0:03:42.439
لم نحن هنا ؟، أو أين نحن ذاهبون ؟.

0:03:42.439,0:03:49.680
ومعظمنا لم يدرك الذات الحقيقية، الروح،[br]أو ما أطلق عليها (بوذا) بـ"أنـاتـا"

0:03:49.680,0:03:56.980
والتي لا يحدّها اسم أو[br]شكل، ولا يحيط بها فكر.

0:03:56.980,0:04:01.520
ونتيجة لذلك نعتقد أننا[br]هذه الأجساد المحدودة.

0:04:01.520,0:04:10.870
نعيش في خوف، سواء بوعي أو بغير وعي، [br]معتقدين أن الجسم المادي المحدود

0:04:10.870,0:04:25.630
الذي نحدد أنفسنا به، سوف يفنى.

0:04:25.630,0:04:30.890
في عصرنا الحالي الغالبية العظمى من الناس[br]الذين يزاولون طقوساً دينية أو رياضات

0:04:30.890,0:04:39.750
روحية مثل (اليوغا)، الصلاة، التأمل،[br]التراتيل أو أيّ نوع من الطقوس

0:04:39.750,0:04:42.340
يمارسون تقنيات محددة ومشروطة.

0:04:42.340,0:04:49.530
مما يعني أنها مجرد جزء من تركيبة الذات الأنانية.

0:04:49.530,0:04:55.479
السعي والمسعى ليسا المشكلة، بل الظن بأنك وجدت الحل

0:04:55.479,0:05:01.260
في مظهر خارجي هو المشكلة.

0:05:01.260,0:05:07.350
الروحانية في كثير من أشكالها لا تختلف عن التفكير المَرضي

0:05:07.350,0:05:10.680
الذي يجري في كل مكان.

0:05:10.680,0:05:14.050
وهي إرباك إضافي للعقل.

0:05:14.050,0:05:19.480
مزيد من الأفعال البشرية، تناقض الوجود الإنساني.

0:05:19.480,0:05:28.840
الذات الأنانية تريد المزيد من المال، المزيد من السلطة، [br]المزيد من الحب، المزيد من كل شيء.

0:05:28.840,0:05:37.610
والذين يتبعون الدرب الروحي المزعوم يرغبون[br]بأن يكونوا أكثر روحانية، أكثر يقظة، وأكثر اتزاناً،

0:05:37.610,0:05:43.380
أكثر سلاماً، وأكثر استنارة.

0:05:43.380,0:05:53.141
الخطر الذي يحدق بك لمشاهدتك هذا الفيلم هو أن عقلك[br]سوف يرغب بإحراز (الصمدية).

0:05:53.141,0:06:01.130
والأكثر خطورة هو أن عقلك قد يعتقد أنه أحرز (الصمدية).

0:06:01.130,0:06:06.270
كلما كانت هناك رغبة في تحقيق شيء ما[br]يمكنك أن تتأكد بأن ذلك من الأفعال المعتادة

0:06:06.270,0:06:08.120
للذات الأنانية.

0:06:08.120,0:06:17.850
(الصمدية) ليست عبارة عن تحقيق أو إضافة أيّ شيء لنفسك.

0:06:17.850,0:06:26.830
لإحراز (الصمدية) عليك أن تتعلم أن تموت قبل أن تموت.

0:06:26.830,0:06:32.360
الحياة والموت مثل الين واليانج - سلسلة متصلة لا يمكن فصلها.

0:06:32.360,0:06:37.440
تتمظهر دوماً، بلا بداية ولا نهاية.

0:06:37.440,0:06:42.630
عندما نرفض الموت، نرفض الحياة أيضاً.

0:06:42.630,0:06:48.820
عندما تعش حقيقة من أنت مباشرة،[br]لا يبقى هناك أيّ خوف من الحياة

0:06:48.820,0:06:51.030
أو الموت.

0:06:51.030,0:07:00.160
مجتمعنا وثقافتنا حددوا لنا من نحن، وفي نفس الوقت

0:07:00.160,0:07:12.719
نحن عبيد لرغبات ودوافع منفره باطنية بيولوجية[br]عميقة لا واعية تسيّر خياراتنا.

0:07:12.719,0:07:16.360
والذات الأنانية ليست أكثر من باعث للتكرار.

0:07:16.360,0:07:22.880
ببساطة هي المسارالذي اتخذته الطاقة مرة [br]وميلان هذه الطاقة لاتخاذ المسار ذاته مجدداً.

0:07:22.880,0:07:33.190
ولا يهم ما إذا كان هذا المسار إيجابياً[br]أم سلبياً بالنسبة للكائن الحي.

0:07:33.190,0:07:39.760
هناك مستويات لا متناهية من الذكريات أو العقل،[br]دوامات حلزونية بداخل دوامات حلزونية.

0:07:39.760,0:07:46.530
عندما يتماهى وعيك مع عقلك أو مع الذات الأنانية،[br]فهو يربطك بتركيبة اجتماعية،

0:07:46.530,0:07:54.750
يمكنك أن تسميها المصفوفة.

0:07:54.750,0:08:00.940
هنالك جوانب من الأنا يمكن أن نكون[br]واعيين لها، ولكن يبقى اللاوعي،

0:08:00.940,0:08:13.370
والبرمجات البالية، والمخاوف الوجودية البدائية،[br]هي التي في الواقع تقود الآلة بأكملها.

0:08:13.370,0:08:18.649
أنماط لا حصر لها من التلهّف نحو اللذة[br]وتجنب الألم تتحول إلى

0:08:18.649,0:08:31.089
سلوكيات مرضية ... أعمالنا ... علاقاتنا ... معتقداتنا،

0:08:31.089,0:08:37.150
وحتى أفكارنا, وطريقة معيشتنا كلها.

0:08:37.150,0:09:08.120
كما القطيع، كثير من الناس يعيشون ويموتون خاضعين،[br]يغذّون المصفوفة بتقديم حياتهم لها.

0:09:08.120,0:09:12.200
نعيش حياة محدودة لأنماط ضيقة.

0:09:12.200,0:09:17.460
حياة مليئة بالكثير من المعاناة في غالبها،[br]ولم يخطر ببالنا أن بإمكاننا

0:09:17.460,0:09:25.990
أن نكون أحراراً.

0:09:25.990,0:09:34.300
من الممكن التخلّي عن حياة ورثتها من الماضي،

0:09:34.300,0:10:08.300
لتعيش تلك الحياة التي تترقّب انبثاقها من عالمنا الداخلي.

0:10:08.300,0:10:20.800
لقد ولدنا جميعاً في هذا العالم بأجسام مسيّرة بيولوجياً،[br]ولكن من دون وعي على الذات.

0:10:20.800,0:10:29.280
غالباً عندما تنظر إلى عينيّ طفل صغير لا تجد[br]أيّ أثر للذات، وإنما فقط فراغ مضيء.

0:10:29.280,0:10:36.510
والشخص الذي ينمو عليه هو قناع يلبسه فوق وعيه.

0:10:36.510,0:10:54.260
شكسبيرقال: "العالم برمّته كالمسرح،[br]وجميع الرجال والنساء مجرد ممثلين فيه".

0:10:54.260,0:11:04.290
في الفرد المستيقظ، يشعّ الوعي[br]من وراء الشخصية، من وراء القناع.

0:11:04.290,0:11:08.960
عندما تكون مستيقظاً،[br]لم تعد تعرّف نفسك من خلال شخصيتك.

0:11:08.960,0:11:17.030
ولا تعتقد أنك الأقنعة التي ترتديها.

0:11:17.030,0:12:12.779
ولكنك لا تتخلى عن تمثيلك دوراً. عندما نحدد أنفسنا من خلال شخصياتنا،[br]فهذه هي (المايا)، وهم الذات. و(الصمدية) هي الاستيقاظ من وهم الشخصية[br]في مسرحية الحياة.

0:12:12.779,0:12:19.050
بعد 2400 عام من تأليف (أفلاطون) لـ"الجمهورية"،[br]لاتزال البشرية تشق طريقها

0:12:19.050,0:12:25.430
للخروج من الكهف الذي وصفه في كتابه.

0:12:25.430,0:12:36.680
في الواقع ربما نحن منشلّون بالوهم الآن[br]أكثر من أيّ وقت مضى.

0:12:36.680,0:12:42.600
وصف (أفلاطون) على لسان (سقراط) مجموعة من الناس[br]يعيشون مقيدين بسلاسل في كهف طول حياتهم،

0:12:42.600,0:12:44.220
مواجهين لجدار فارغ.

0:12:44.220,0:12:50.480
كل ما يستطيعون رؤيته هو ظلال الأشياء المنعكسة على الجدار

0:12:50.480,0:12:53.440
التي كانت تمرّ أمام النارمن خلفهم.

0:12:53.440,0:12:56.960
مسرح العرائس هذا أصبح عالمهم.

0:12:56.960,0:13:06.560
وفقاً لـ(سقراط)، كانت الظلال أقرب ما يمكن للسجناء رؤيته

0:13:06.560,0:13:11.100
من الواقع.

0:13:11.100,0:13:16.370
وحتى بعد أن تم إخبارهم عن العالم الخارجي[br]ظلوا مؤمنين بأن الظلال أمامهم

0:13:16.370,0:13:19.430
هي كل ما هو موجود.

0:13:19.430,0:13:24.400
حتى لو شكو بأن هناك شي آخرغيرها[br]كانوا غير راغبين في التخلّي عن

0:13:24.400,0:13:36.000
ما هو مألوف.

0:13:36.000,0:13:40.800
حال الانسانية اليوم مثل الذين يرون فقط[br]الظلال على جدار الكهف.

0:13:40.800,0:13:44.260
الظلال هي تمثيل لأفكارنا.

0:13:44.260,0:13:47.779
العالم من خلال الفكر هو العالم الذي نعرفه فقط.

0:13:47.779,0:13:52.150
و لكن هنالك عالم آخر يتجاوز الفكر.

0:13:52.150,0:13:55.029
يتجاوز العقل الثنائي.

0:13:55.029,0:14:03.380
هل أنت مستعد لمغادرة الكهف ؟،[br]لترك كل ما تعرفه لتتعرف على حقيقة

0:14:03.380,0:14:16.390
من أنت ؟

0:14:16.390,0:14:22.371
لإحراز (الصمدية) من الضروري أن[br]تشيح بنظرك بعيداً عن الظلال،

0:14:22.371,0:14:25.900
بعيداً عن الافكار باتجاه النور.

0:14:25.900,0:14:40.640
عندما يكون الشخص معتاداً على الظلام فقط،[br]عليه إذن أن يعتاد تدريجياً على النور.

0:14:49.330,0:14:55.240
كما التأقلم مع أيّ نموذج جديد،[br]يتطلب فعل ذلك إلى الوقت والجهد، والرغبة

0:14:55.240,0:15:16.680
باكتشاف الجديد وترك القديم أيضاً.

0:15:16.680,0:15:30.330
يمكن تشبيه العقل كفخ للوعي، كمتاهة أو سجن.

0:15:30.330,0:15:39.779
ذلك لا يعني أنك محبوس في سجن، بل أنت السجن.

0:15:39.779,0:15:48.270
والسجن عبارة عن وهم.

0:15:48.270,0:15:54.330
إذا كنت تحدد نفسك من خلال ذات وهمية فأنت نائم.

0:15:54.330,0:15:59.340
بمجرد أن تعي وجود السجن،[br]وتقوم بالمحاربة للخروج من الوهم،

0:15:59.340,0:16:06.820
عندها تعامل الوهم كأنه حقيقة وتبقى نائماً،[br]باستثناء أن الحلم الآن أصبح

0:16:06.820,0:16:07.820
كابوساً.

0:16:07.820,0:16:19.440
ستظل تلاحق وتهرب من الظلال للأبد.

0:16:19.440,0:16:26.570
(الصمدية) هي الإستيقاظ من حلم الذات المنفصلة أو الذات الأنانية.

0:16:26.570,0:16:38.610
(الصمدية) هي الإستيقاظ من التماهي مع السجن الذي اسميه (أنا).

0:16:38.610,0:16:47.690
لن تكون حراً بحق لأنك حيثما ذهبت ستجد سجنك معك.

0:16:47.690,0:16:53.601
الاستيقاظ ليس عبارة عن التخلص من العقل[br]أو المصفوفة، بل على العكس، عندما تكون

0:16:53.601,0:16:58.860
غير متماهٍ معه، عندها يمكنك تجربة مسرحية الحياة بملئها.

0:16:58.860,0:17:03.700
والإستمتاع بالعرض كما هو، بلا رغبة أو خوف.

0:17:03.700,0:17:09.880
في التعاليم القديمة، كان يطلق على ذلك بـ[br](ألعوبة "ليلا" الإلهية): التي تتضمن

0:17:09.880,0:17:22.039
اللعب في ثنائية.

0:17:22.039,0:17:25.549
الوعي الانساني عبارة عن سلسلة متصلة.

0:17:25.549,0:17:31.169
على جانب، يتماهى البشر مع الذات المادية.

0:17:31.169,0:17:37.559
وعلى الجانب المعاكس توجد (الصمدية)، منتهى الذات.

0:17:37.559,0:17:46.470
كل خطوة نخطوها في السلسلة المتصلة[br]بإتجاه (الصمدية)، تقلّ معها المعاناة.

0:17:46.470,0:17:51.610
ومعاناة أقل لا تعني حياة بدون ألم.

0:17:51.610,0:17:58.909
فـ(الصمدية) تتجاوز ثنائية الألم واللذة.

0:17:58.909,0:18:04.299
مما يعني وجود عقل أقل وذات أقل، يخلقان مقاومة

0:18:04.299,0:18:22.309
لكل ما يتجلّى، وهذه المقاومة هي ما يخلق المعاناة.

0:18:22.309,0:18:28.220
إحراز (الصمدية) ولو لمرة يسمح لك[br]برؤية ما يقبع عند الجانب الآخر لتلك السلسلة المتصلة.

0:18:28.220,0:18:34.570
أن تدرك وجود شيء آخر عدا عن العالم المادي والنزعة الذاتية.

0:18:34.570,0:18:41.309
عندما يتحقق عدم وجود تركيبة للذات المزيفة[br]في (الصمدية) نجد بأنه لم يعد هناك تفكير أناني،

0:18:41.309,0:18:51.020
لا ذات, لا ثنائية, ومع ذلك تبقى الأنا، "أناتا" أو اللاذات.

0:18:51.020,0:19:01.059
في ذلك الفراغ يطلع فجر "براجنا" أو الحكمة،[br]الإدراك الذي تحظى به الذات الباطنية

0:19:01.059,0:19:10.820
بعيداً عن مسرحية الثنائية، ومتجاوز لكامل السلسلة المتصلة.

0:19:10.820,0:19:18.440
الذات الباطنية هي سرمدية، لا تتغير، ولحظيّة دائماً.

0:19:18.440,0:19:24.509
التنوّر هو دمج دوامة البدائية، والعالم المتجلّي المتغير باستمرار

0:19:24.509,0:19:34.269
أو "اللوتس" الذي يتكشّف فيها الزمن، مع وجودك الخالد.

0:19:34.269,0:19:41.700
برمجتك الداخلية تنمو مثل زهرة تتكشف[br]باستمرار كلما امتنعت عن التماهي مع الذات،

0:19:41.700,0:20:09.580
متحولاً إلى جسر حي بين عالم الفناء والسرمدية.

0:20:09.580,0:20:14.539
مجرد إدراك الذات الباطنية يعتبر فقط بداية درب المرء.

0:20:14.539,0:20:20.530
معظم الناس سيضطرون لإختبار وخسارة (الصمدية)[br]مرات لا تحصى خلال تأملهم

0:20:20.530,0:20:24.629
قبل أن يتمكنوا من دمجها مع جوانب أخرى في الحياة.

0:20:24.629,0:20:32.220
ليس من غير المألوف أن يكون لديك رؤى عميقة[br]تسبر طبيعة وجودك أثناء ممارسة التأمل

0:20:32.220,0:20:39.990
أو عند إحراز الذات، إلا وتجد نفسك وقعت[br]مجدداً في نفس الأنماط القديمة،

0:20:39.990,0:20:53.750
متناسياً حقيقة من تكون.

0:20:53.750,0:21:00.950
لإحراز ذلك السكون أو الفراغ في جميع جوانب الحياة والذات،

0:21:00.950,0:21:23.619
يعني أن تصبح فراغاً راقصاً مثل كل الأشياء.

0:21:23.619,0:21:27.600
السكون ليس منفصلاً عن الحركة.

0:21:27.600,0:21:30.799
وليس عكس الحركة.

0:21:30.799,0:21:42.159
في (الصمدية)، يعتبر السكون متماثلاً مع الحركة،[br]والشكل متماثل مع الفراغ.

0:21:42.159,0:22:02.440
وهذا عديم المعنى بالنسبة للعقل[br]لأن العقل هو تجلٍّ عن الإزدواجية.

0:22:02.440,0:22:09.649
(رينيه ديكارت)، والد الفلسفة الغربية،[br]اشتهر بمقولته: "أنا أفكر، لهذا...

0:22:09.649,0:22:11.139
...أنا موجود".

0:22:11.139,0:22:18.340
لا توجد عبارة أخرى كهذه تتضمن بوضوح[br]سقوط الحضارة والتماهي على نطاق كامل

0:22:18.340,0:22:23.109
مع الظلال المنعكسة على جدار الكهف.

0:22:23.109,0:22:32.460
كان خطأ (ديكارت)، مثل خطأ جميع البشر تقريباً،[br]هو المساواة بين الوجود الجوهري

0:22:32.460,0:22:36.740
مع التفكير العقلاني.

0:22:36.740,0:22:51.309
في بداية أطروحته الشهيرة، كتب (ديكارت)[br]قائلاً أن كل الأشياء تقريباً يمكن

0:22:51.309,0:23:03.340
أن تكون مدعاة للشك؛ يمكنه أن يشك[br]في حواسه، بل وحتى أفكاره.

0:23:03.340,0:23:09.991
وبالمثل في أقوال "كلاما سوترا" المأثورة[br]قال (بوذا) أنه من أجل تحرّي الحقيقة،

0:23:09.991,0:23:17.320
لابد للمرء أن يشك في كل التقاليد، والكتب المقدسة،[br]والتعاليم وجميع مضامين العقل

0:23:17.320,0:23:19.919
والحواس.

0:23:19.919,0:23:28.350
بدأ كل واحد منهما بشكوكية كبيرة،[br]ولكن الفرق بينهما أن (ديكارت) توقف

0:23:28.350,0:23:35.059
تساؤله عند حدود الفكر،[br]في حين (بوذا) ذهب أعمق متوغلاً

0:23:35.059,0:23:39.739
أعمق مستويات العقل.

0:23:39.739,0:23:46.859
لو كان (ديكارت) تجاوز حدود عقله المفكّر،[br]ربما أمكنه إدراك طبيعته الحقيقية

0:23:46.859,0:23:52.970
ولكان الوعي الغربي مختلفاً جداً في عصرنا.

0:23:52.970,0:24:00.889
بدلاً من ذلك، وصف (ديكارت) إمكانية[br]وجود شيطان شرير له القدرة على إبقائنا

0:24:00.889,0:24:04.039
تحت حجاب من الوهم.

0:24:04.039,0:24:10.940
لم يدرك (ديكارت) طبيعة هذا الشطيان الشرير.

0:24:10.940,0:24:19.409
كما هو الحال في فيلم المصفوفة، قد نكون[br]جميعاً متصلين إلى برنامج مدروس يغذينا

0:24:19.409,0:24:22.250
بعالم من الأحلام الوهمية.

0:24:22.250,0:24:27.399
في الفيلم، عاش البشر حياتهم في المصفوفة،[br]بينما على مستوى آخر

0:24:27.399,0:24:32.960
كانوا مجرد بطاريات، يغذون قوة حياتهم[br]إلى آلات تستخدم طاقتهم

0:24:32.960,0:25:06.720
لأجل تحقيق أهدافهم الخاصة.

0:25:06.720,0:25:11.399
يسعى الناس دوماً إلى إلقاء اللوم على أسباب خارجة[br]عن أنفسهم لما يحدث في العالم

0:25:11.399,0:25:12.799
وحصول تعاستهم.

0:25:12.799,0:25:20.100
سواء كان ذلك شخص، جماعة معينة أو بلد،[br]الدين أو نوعية من المسيطرين المتنوّرين

0:25:20.100,0:25:27.999
مثل شيطان (ديكارت)، أو آلات واعية كما في فيلم المصفوفة.

0:25:27.999,0:25:35.139
ومن المفارقات أن الشيطان الذي تصوّره (ديكارت)[br]هو الشيء نفسه الذي عرّف نفسه بواسطته.

0:25:36.139,0:25:42.759
عندما نحرز (الصمدية)، يصبح من الواضح[br]أن هناك مسيطر، وهناك آلة،

0:25:42.759,0:25:48.379
وشيطان شرير يستنزف حياتك يوماً بعد يوم.

0:25:48.379,0:26:01.250
والآلة هي أنت.

0:26:01.250,0:26:08.230
تتكون تركيبة ذاتك من العديد من البرمجيات[br]الفرعية المكيّفة أو زعماء صغار.

0:26:08.230,0:26:21.190
زعيم صغير يشتهي الطعام، وآخر يشتهي المال،[br]وآخر الجاه، المنصب، السلطة،

0:26:21.190,0:26:25.679
والجنس، والعلاقات الحميمة.

0:26:25.679,0:26:28.799
آخر يريد البصيرة أو الإهتمام من الآخرين.

0:26:28.799,0:26:34.879
الرغبات لا نهاية لها ولا يمكن إشباعها أبداً.

0:26:34.879,0:26:40.679
نضيع الكثير من وقتنا وطاقتنا بتزيين سجوننا،[br]وننصاع للضغوط لأجل تحسين أقنعتنا

0:26:40.679,0:26:47.019
وتغذية الزعماء الصغار، مما يجعلهم أكثر قوة.

0:26:47.019,0:26:56.710
مثل مدمني المخدرات، كلما حاولنا إرضاء[br]الزعماء الصغار، ازددنا شهوة.

0:26:56.710,0:27:04.729
الطريق إلى الحرية ليس في تحسين الذات،[br]أو إرضاء أهداف الذات بطريقة ما،

0:27:04.729,0:27:12.999
بل يكمن في إسقاط أهداف الذات تماماً.

0:27:12.999,0:27:18.309
بعض الناس يخافون أن إيقاظ طبيعتهم الحقيقية[br]يعني خسارتهم لفرديتهم الخاصة

0:27:18.309,0:27:20.429
والتمتع بالحياة.

0:27:20.429,0:27:28.519
في الواقع، فإن العكس هو الصحيح؛[br]لا يمكن التعبير عن فردانية الروح

0:27:28.519,0:27:36.240
إلا عندما يتم التغلب على الذات المسيّرة.

0:27:36.240,0:27:41.649
لأننا لا نزال نائمين في المصفوفة [br]فإن معظمنا لا يعرف ما تريد الروح

0:27:41.649,0:27:57.899
أن تعبر عنه.

0:27:57.899,0:28:05.479
الطريق إلى (الصمدية) يتطلب التأمل، [br]والذي هو مراقبة الذات المبرمجة؛

0:28:05.479,0:28:14.429
التي يعتريها التغير، وإدراك طبيعتك الحقيقية؛ التي لا تتغير.

0:28:14.429,0:28:22.450
عندما تصل إلى نقطة سكونك، إلى مصدر وجودك،[br]كن في انتظار مزيد من التوجيهات

0:28:22.450,0:28:28.100
من دون أيّ إصرار على فهم كيفية تغيير عالمك الخارجي.

0:28:28.100,0:28:38.429
لن تكون إرادتي الفاعلة، بل الإرادة العليا ستتم.

0:28:38.429,0:28:43.649
إذا كان العقل يحاول فقط تغيير العالم الخارجي[br]ليتوافق مع فكرة ما عمّا تعتقد

0:28:43.649,0:28:49.299
أن الدرب يجب أن يكون عليه، فهذا مثل محاولة تغيير[br]الصورة في المرآة عن طريق التلاعب

0:28:49.299,0:28:51.940
بالانعكاس.

0:28:51.940,0:28:58.330
لجعل الصورة في المرآة تبتسم من الواضح[br]أنه لا يمكنك التلاعب في الانعكاس،

0:28:58.330,0:29:05.590
عليك أن تدرك أنك أنت هو الأصل الحقيقي للإنعكاس.

0:29:05.590,0:29:11.229
عندما تدرك الذات الأصيلة، فلا ضرورة[br]أن يصبح أيّ شيء في العالم الخارجي

0:29:11.229,0:29:13.860
بحاجة إلى تغيير.

0:29:13.860,0:29:20.789
الذي يتغييرهو الوعي، الذكاء، الطاقة الداخلية[br]أو "البرانا" التي يتم تحريرها من

0:29:20.789,0:29:30.019
أنماط مبرمجة مسيّرة وتصبح متوفرة [br]لتكون موجّهة من قِبل الروح.

0:29:30.019,0:29:35.210
يمكنك أن تصبح واعياً لغرض الروح عندما تقدرعلى مراقبة

0:29:35.210,0:29:58.269
الذات المسيّرة ومساعيها التي لا تنتهي،[br]ثم التخلي عن تلك المساعي.

0:29:58.269,0:30:03.590
في الأساطير اليونانية، قيل أن الآلهة عاقبوا (سيزيفوس) [br]من خلال تكرار مهمة عقيمة

0:30:03.590,0:30:06.529
حتى الأبد.

0:30:06.529,0:30:12.010
مهمته هي تكرار دفع صخرة لأعلى الجبل، [br]ثم تركها تدحرج إلى أسفله مجدداً.

0:30:24.830,0:30:31.609
وقد رأى الوجودي الفرنسي، (ألبرت كاموس)،[br]الحائز على جائزة نوبل، أن وضع

0:30:31.609,0:30:35.399
(سيزيفوس) كناية عن حال الإنسانية.

0:30:35.399,0:30:47.009
وسأل: "كيف يمكننا أن نجد معنى في هذا الوجود العبثي ؟".

0:30:47.009,0:30:55.389
كبشر نحن نكدح بلا توقف لبناء غد لن يأتي، وبعد ذلك

0:30:55.389,0:31:09.289
نموت.

0:31:09.289,0:31:15.629
لو كنا ندرك حقاً هذه الحقيقة [br]فإما نتجه للجنون إذا تماهينا مع

0:31:15.629,0:31:32.700
شخصياتنا الأنانية، أو سوف نستيقظ ونصبح أحراراً.

0:31:32.700,0:31:37.809
لا يمكننا أن ننجح في تجاوز نضالنا الخارجي،[br]لأنه مجرد انعكاس لعالمنا

0:31:37.809,0:31:39.789
الداخلي.

0:31:39.789,0:31:45.759
المسخرة الكونية، وسخافة الوضع تصبح واضحة عندما يكون هناك

0:31:45.759,0:32:15.090
فشل شامل وتام نحو إيقاظ الذات الأنانية من خلال مساعيها العقيمة.

0:32:15.090,0:32:23.700
في مذهب "الزن" هناك قول مأثور،[br]"قبل التنوّر اقطع الخشب، احمل المياه.

0:32:23.700,0:32:35.019
بعد التنوّر اقطع الخشب، احمل المياه."

0:32:35.019,0:32:41.019
قبل إحراز التنوّر وجب على المرء أن يدفع بالكرة[br]لأعلى التل، و بعد إحراز التنوّر وجب عليه

0:32:41.019,0:32:44.840
أيضاً دفع الكرة لأعلى التل.

0:32:44.840,0:32:47.450
ماذا تغير؟

0:32:47.450,0:32:51.749
المقاومة الداخلية تجاه الفعل ذاته.

0:32:51.749,0:32:58.679
تم إسقاط النضال، أو بالأحرى المناضل أدرك أنه

0:32:58.679,0:33:00.929
واهم.

0:33:00.929,0:33:14.649
الإرادة الفردية أو العقل الفردي والإرادة الإلهية،[br]أو العقل الأعلى، قد تحاذوا.

0:33:14.649,0:33:27.690
(الصمدية) هي في نهاية المطاف إسقاط كامل المقاومة[br]الداخلية - لجميع الظواهر المتغيرة، دون استثناء.

0:33:28.879,0:33:36.409
المرء القادر على تحقيق السلام الداخلي،[br]بغض النظر عن الظروف يكون قد أحرز

0:33:36.409,0:33:39.190
(الصمدية) الحقيقية.

0:33:39.190,0:33:45.070
اسقاطك للمقاومة لا يعني تغاضيك عن شيء أو شيئين،[br]ولكن كي لا تكون حريتك الداخلية

0:33:45.070,0:33:50.179
متوقفة على العالم الخارجي.

0:33:50.179,0:33:57.580
من المهم أن نلاحظ أنه عندما نقبل الواقع كما هو،[br]فذلك لا يعني بالضرورة

0:33:57.580,0:34:04.169
أن نتوقف عن العمل في العالم،[br]أو نصبح متأملين داعين للسلام.

0:34:04.169,0:34:10.330
في الواقع العكس قد يكون صحيحاً؛ عندما نكون أحرار[br]في التصرّف دون أن نكون مندفعين من قبل دوافع لاواعية

0:34:10.330,0:34:17.300
فمن الممكن العمل في مواءمة مع (التاو)،[br]مع القوة الكاملة لطاقتنا الداخلية

0:34:17.300,0:34:30.030
التي تدعمنا.

0:34:30.030,0:34:35.810
سيجادل الكثيرون بأنه لكي نغير العالم[br]ونحقق السلام نحتاج إلى القتال بضراوة

0:34:35.810,0:34:39.899
ضد أعدائنا المحسوسين.

0:34:39.899,0:34:48.659
القتال لأجل السلام يشبه المناداة لأجل الصمت؛[br]هذا يخلق مزيداً مما لا ترغب فيه.

0:34:48.659,0:34:55.489
في أيامنا هذه هناك حرب ضد كل شيء:[br]حرب ضد الإرهاب، حرب ضد المرض،

0:34:55.489,0:35:00.540
حرب ضد المجاعة.

0:35:00.540,0:35:13.369
كل حرب هي في الواقع حرب ضد أنفسنا.

0:35:13.369,0:35:17.150
القتال هو جزء من الوهم الجماعي.

0:35:17.150,0:35:23.400
ندّعي رغبتنا في السلام، ولكننا نواصل انتخاب[br]زعماء ينخرطون في الحرب.

0:35:23.400,0:35:29.400
نكذب على أنفسنا قائلين أننا نؤيد حقوق الإنسان،[br]ولكننا نستمر في شراء المنتجات

0:35:29.400,0:35:31.960
المصنوعة في مصانع استغلالية.

0:35:31.960,0:35:36.309
نقول إننا نريد هواء نقي، ولكننا نواصل التلويث.

0:35:36.309,0:35:42.660
نريد من العلم معالجتنا من السرطان[br]ولكننا لا نغير عاداتنا السلوكية المدمرة ذاتياً

0:35:42.660,0:35:45.670
التي تجعلنا أكثر عرضة للمرض.

0:35:45.670,0:35:50.589
نخدع أنفسنا بأننا نشجع لحياة أفضل.

0:35:50.589,0:35:57.569
ولا نريد أن نعترف بدواخلنا الخفية التي ترضى بالمعاناة والموت.

0:35:57.569,0:36:06.690
الإعتقاد بأننا قادرون على كسب حرب ضد السرطان،[br]أو المجاعة، أو الإرهاب، أو أيّ عدو تم خلقه

0:36:06.690,0:36:13.030
من خلال تفكيرنا وسلوكنا، يتيح لنا الإستمرار بخداع أنفسنا

0:36:13.030,0:36:18.589
بأننا لسنا مضطرين لتغيير طريقة عيشنا على هذا الكوكب.

0:36:18.589,0:36:23.700
العالم الداخلي هو المكان الذي يجب أن تجري فيه الثورة أولاً.

0:36:23.700,0:36:30.589
فقط عندما يمكننا أن نشعر مباشرة بدوامة[br]الحياة بداخلنا، يمكن للعالم الخارجي أن يصبح

0:36:30.589,0:36:33.950
في مواءمة مع (التاو).

0:36:33.950,0:36:41.990
وحتى ذلك الحين، أيّ عمل نقوم به سوف يزيد[br]من الفوضى التي تم خلقها بواسطة العقل.

0:36:41.990,0:36:49.369
الحرب والسلام يُطلّان معاً في رقصة لا نهائية؛[br]فهما سلسلة متصلة واحدة.

0:36:49.369,0:36:53.029
النصف الواحد لا يمكن أن يوجد دون الآخر.

0:36:53.029,0:36:58.910
كما أن الضوء لا يمكن أن يوجد دون الظلمة،[br]والأعلى لا يمكن أن يوجد دون الأسفل.

0:36:58.910,0:37:07.079
يبدو أن العالم يريد الضوء دون الظلام،[br]والإمتلاء دون الفراغ، والسعادة دون الحزن.

0:37:19.770,0:37:38.339
كلما ازداد انشغال العقل، أصبح العالم أكثر تجزّؤاً.

0:37:38.339,0:37:44.430
كل الحلول التي تأتي من العقل الأناني منبثقة[br]على أساس فكرة وجود مشكلة ما،

0:37:44.430,0:37:52.950
ويصبح الحل مشكلة أكبر مما كان يحاول حله.

0:37:52.950,0:38:07.540
ما تقاومه يبقى مستمراً.

0:38:07.540,0:38:14.819
ما إن يخلق الإبداع البشري مضادات حيوية جديدة[br]إلا وتجد الطبيعة أصبحت أكثر مكراً مثلما نرى البكتيريا

0:38:14.819,0:38:16.839
تصبح أكثر قوة.

0:38:16.839,0:38:24.500
وبالرغم من أفضل جهودنا في كفاحنا الجاري،[br]فإن انتشار السرطان يتزايد فعلياً،

0:38:24.500,0:38:32.740
وعدد الجياع في العالم ينمو باطراد،[br]وعدد الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم

0:38:32.740,0:38:36.270
يستمر في الارتفاع.

0:38:36.270,0:38:45.200
ما هو الخطأ في نهجنا ؟

0:38:45.200,0:38:50.890
مثل المتدرّب الساحر في قصيدة (غوته)،[br]لقد امتلكنا قوة كبيرة،

0:38:50.890,0:38:56.109
ولكن ليس لدينا الحكمة في تدبيرها.

0:38:56.109,0:39:03.230
المشكلة هي أننا لا نفهم الأداة التي نستخدمها.

0:39:03.230,0:39:18.010
نحن لا نفهم العقل البشري ودوره الصحيح والغرض منه.

0:39:18.010,0:39:24.130
تولد الأزمة من الطريقة المبرمجة المحدودة[br]التي نفكر بها، والطريقة التي نشعر

0:39:24.130,0:39:35.000
ونعيش بها حياتنا.

0:39:35.000,0:39:41.510
عقلانيتنا سلبت منّا القدرة على معرفة وتجربة الحكمة

0:39:41.510,0:39:48.059
الكامنة في العديد من الثقافات القديمة.

0:39:48.059,0:39:54.670
تفكيرنا الأناني قد سلب من القدرة[br]على الشعور بعمق قدسية الحياة،

0:39:54.670,0:40:02.760
وغموض روحانية الحياة، ومن تحقيق مستويات[br]مختلفة كلياً من الوعي،

0:40:02.760,0:40:11.289
هي الآن تقريباً مفقودة عند البشرية.

0:40:11.289,0:40:17.529
في التقاليد المصرية القديمة، كان النتر "الآلهة" عبارة عن[br]أشكال نموذجية يمكن أن تتجسد خصائصها

0:40:17.529,0:40:23.420
من قِبل أولئك الذين يهذّبون أجسادهم البدنية والروحية بطريقة

0:40:23.420,0:40:27.630
تجعلهم ملائمين لإحراز مستويات أعلى من الوعي.

0:40:27.630,0:40:38.790
النتر الأولي، أو المبدأ الإلهي لهذه الحكمة[br]كان يعرف باسم (تحوت) أو (تيهوتي).

0:40:38.790,0:40:44.750
كثيراً ما يصوّر كمدوّن مع رأس طائر (أبو منجل)، ويمثل

0:40:44.750,0:40:49.090
أصل كل المعرفة والحكمة.

0:40:49.090,0:40:55.720
يمكن وصف (تحوت) بأنه المبدأ الكوني للتفكير أو الفكر.

0:40:55.720,0:41:04.010
وهبنا (تحوت) اللغة، الدلالات، الكتابة، الرياضيات،[br]وجميع الفنون ومظاهر العقل.

0:41:05.940,0:41:15.170
فقط أولئك الذين خاضوا تدريب خاص أتيح لهم[br]الوصول إلى معرفة (تحوت) المقدّسة.

0:41:15.170,0:41:26.030
كتاب (تحوت) ليس كتاباً مادياً، بل هو حكمة[br]العالم الأكاشي أو الأثيري.

0:41:27.319,0:41:32.710
تقول الأسطورة أن معرفة (تحوت) كانت مخبأة[br]عميقاً في مكان سرّي بداخل

0:41:32.710,0:41:42.390
كل إنسان، وكانت محمية من قبل ثعبان ذهبي.

0:41:42.390,0:41:48.579
الأسطورة البدائية أو المعمّرة عن الثعبان[br]أو التنين الذي يحرس كنزاً

0:41:48.579,0:42:02.250
تغلغت في العديد من الثقافات، وقد سميت باسماء مثل[br](الكونداليني شاكتي)، (تشي)، (الروح القدس)

0:42:02.250,0:42:06.110
والطاقة الداخلية.

0:42:06.110,0:42:12.779
الثعبان الذهبي يمثّل الذات الأنانية وهي مقيّدة بالطاقات الداخلية

0:42:12.779,0:42:19.450
ولحين إتقانها وتجاوزها، فان الروح[br]لن تكون قادرة على بلوغ الحكمة الحقيقية.

0:42:19.450,0:42:24.869
قيل بأن كتاب (تحوت) لا يجلب سوى المعاناة لمن يقرأه،

0:42:24.869,0:42:32.380
بالرغم من أنه سيجد فيه أسرار الآلهة وكل ما هو مخفي

0:42:32.380,0:42:34.869
في عمق النجوم.

0:42:34.869,0:42:42.500
ما يجب فهمه هو أن الكتاب جلب المعاناة لكل من قرأه،

0:42:42.500,0:42:45.420
أيّ ذات أنانية حاولت السيطرة عليه.

0:42:45.420,0:42:53.859
في التقاليد المصرية كان الوعي المستيقظ يمثّل بالإله (أوزيريس)

0:42:53.859,0:43:00.410
ومن دون هذا الوعي المستيقظ،[br]أيّ معرفة أو فهم تتحصّلها الذات المحدودة

0:43:00.410,0:43:08.240
ستكون خطراً، ومنفصلة عن الحكمة العليا.

0:43:08.240,0:43:15.849
يجب على عين (حورس) أن تُفتح.

0:43:15.849,0:43:21.480
المعنى الباطني الذي نجده هنا[br]يماثل قصة متعارفه عند الأكثرية

0:43:21.480,0:43:23.710
ألا وهي "السقوط" من جنّة عدن.

0:43:23.710,0:43:30.400
كتاب (تحوت) يناظر شجرة معرفة[br]الخير والشر التي غوي آدم وحواء

0:43:30.400,0:43:41.960
للأكل من فاكهتها.

0:43:41.960,0:43:49.200
الإنسانية قد أكلت بالفعل الفاكهة المحرمة،[br]وفتحت كتاب (تحوت)،

0:43:49.200,0:43:54.910
وطُردت من الجنّة.

0:43:54.910,0:44:01.980
الثعبان هو كناية عن دوامة البدائية[br]التي تمتد من العالم الأصغر

0:44:01.980,0:44:06.730
حتى العالم الأكبر.

0:44:06.730,0:44:11.549
والآن يعيش الثعبان متجسّداً بك.

0:44:11.549,0:44:18.800
إنه العقل الأناني معبّراً من خلال العالم المتجلّي.

0:44:18.800,0:44:22.589
لم يكن لدينا من قبل القدرة للوصول إلى كل هذه المعرفة.

0:44:22.589,0:44:30.130
لقد توغّلنا في العالم المادي،[br]حتى عثرنا على ما يسمى بـ(جسيم الإله)،

0:44:30.130,0:44:37.420
ولكن لم نكن أبداً أكثر محدودية،[br]وأكثر جهلاً عن طبيعتنا وطريقة حياتنا،

0:44:37.420,0:45:28.430
ولم نفهم الآلية التي نخلق بها المعاناة.

0:45:28.430,0:45:32.230
لقد خلق تفكيرنا العالم كما هو عليه الآن.

0:45:32.230,0:45:37.529
كلما صنفنا شيئاً بأنه جيد أو سيء،[br]أو خلقنا تفضيلاً في أذهاننا

0:45:37.529,0:45:44.050
فهذا بسبب وجود الذات الأنانية أو النزعات الذاتية.

0:45:44.050,0:45:51.000
الحل ليس في القتال من أجل السلام أو قهر الطبيعة،[br]ولكن ببساطة هو الإعتراف بالحقيقة؛

0:45:51.000,0:45:59.670
بأن مجرد وجود الذات الأنانية يخلق الازدواجية،

0:45:59.670,0:46:10.730
انقسام بين الذات والأخرى، ما يخصّني وما يخصّك،[br]الانسان والطبيعة، الداخلي والخارجي.

0:46:10.730,0:46:19.660
الذات الأنانية عنيفة؛ فهي تتطلب حاجزاً،[br]حد بينها وبين الآخرين لكي تكون موجودة.

0:46:19.660,0:46:24.180
دون وجود الذات الأنانية[br]لن تكون هناك حرب ضد أيّ شيء.

0:46:24.180,0:46:30.940
ليس هناك غطرسة، ولن توجد نزعة نحو تحقيق الربح.

0:46:30.940,0:46:38.970
هذه الأزمات الخارجية في عالمنا تعكس[br]أزمات داخلية خطيرة؛ نحن لا نعرف

0:46:38.970,0:46:41.329
من نحن.

0:46:41.329,0:46:48.000
نحن متماثلون تماماً مع هوياتنا الأنانية،[br]تلتهمنا المخاوف ومعزولون

0:46:48.000,0:46:50.670
عن طبيعتنا الحقيقية.

0:46:50.670,0:47:00.880
الأعراق، الأديان، البلدان، الإنتماءات السياسية،[br]أيّ مجموعة ننتمي إليها، كلها تعزز

0:47:00.880,0:47:04.900
هوياتنا الأنانية.

0:47:04.900,0:47:10.220
كل جماعة موجودة في العالم اليوم[br]تدّعي الحق والصواب في منظورها

0:47:10.220,0:47:15.010
كما نفعل على المستوى الفردي.

0:47:15.010,0:47:21.130
من خلال زعمها بأنها تملك الحقيقة،[br]فإن المجموعة تُديم وجودها بنفس الطريقة

0:47:21.130,0:47:29.920
التي تعرّف بها الأنا الأنانية[br]أو الذات المزيفة نفسها ضد الآخرين.

0:47:29.920,0:47:35.970
واليوم توجد حقائق ونظم عقائدية[br]مستقطبة عديدة متعايشه معاً

0:47:35.970,0:47:36.970
على الأرض.

0:47:36.970,0:47:42.559
من الممكن لأشخاص مختلفين تجربة أفكار[br]والشعور بعواطف مختلفة تماماً

0:47:42.559,0:47:48.529
تجاه نفس الظواهر الخارجية.

0:47:48.529,0:47:56.720
بنفس الطريقة، سامسارا "التدفّق المستمر" ونيرفانا[br]"التحرّر"، أو الجنة والجحيم، هما بعدان مختلفان

0:47:56.720,0:48:00.119
يشغلان نفس العالم.

0:48:00.119,0:48:11.839
الحدث الذي قد يبدو كارثياً لأحدهم،[br]يمكن أن ينظر إليه آخر على أنه نعمة.

0:48:11.839,0:48:17.319
وما بات واضحاً هو أن الظروف الخارجية[br]المحيطة بك لا يجب أن تؤثر على

0:48:17.319,0:48:22.480
عالمك الداخلي بأيّ طريقة كانت.

0:48:22.480,0:48:31.369
لإحراز (الصمدية) يعني أن تصبح عجلة ذاتية الحركة،[br]أن تصبح مستقلاً بذاتك، كوناً كامناً

0:48:31.369,0:48:36.490
في ذات واحدة.

0:48:36.490,0:48:44.780
إن تجربتك في الحياة لا تتوقف على تغير الظواهر.

0:48:44.780,0:48:50.609
يمكن إجراء مقارنة مع مكعب (ميتاترون).

0:48:50.609,0:48:57.160
ورد اسم (ميتاترون) في مختلف النصوص[br]المسيحية والإسلامية واليهودية القديمة،

0:48:57.160,0:49:05.300
وهو يرتبط نموذجياً بالنتر "الإله" المصري (تحوت)،[br]وكذلك (هرمس مثلّث العظمة) من اليونان.

0:49:05.300,0:49:10.339
يرتبط (ميتاترون) بشكل وثيق مع الـ(تيتراغراماتون)

0:49:10.339,0:49:17.400
(تيتراغراماتون) هو النمط الهندسي الأساسي،[br]القالب أو الإنبعاث الأولي

0:49:17.400,0:49:25.960
لتجلّي الواقع المادي، والذي أطلق عليه بـ(كلمة الله) أو اللوغوس.

0:49:25.960,0:49:31.990
هنا نرى تمثيل ثنائي الأبعاد لهذا الشكل،[br]ولكن إذا نظرت بطريقة معينة،

0:49:31.990,0:49:35.519
ترى مكعب ثلاثي الأبعاد.

0:49:35.519,0:49:41.849
عندما ترى المكعب، لم يتغير شيء[br]في الشكل، ولكن عقلك أضاف

0:49:41.849,0:49:46.240
بُعداً جديداً لرؤيتك الخاصة.

0:49:46.240,0:49:52.009
النظرة البُعدية أو المنظور الفردي يعني ببساطة[br]أن تصبح معتاداً على طريقة جديدة

0:49:52.009,0:49:56.319
لإدراك العالم.

0:49:56.319,0:50:03.960
عند إحراز (الصمدية) نصبح متحررين من المنظور،[br]أو أحرار لخلق وجهات نظر جديدة،

0:50:03.960,0:50:12.549
حيث لا توجد نزعة ذاتية أو تعلّق بأيّ وجهة نظر معينة.

0:50:12.549,0:50:23.250
وكثيراً ما أشار أعظم العقول في تاريخ البشرية إلى[br]مستويات فكرية تتجاوز محدودية

0:50:23.250,0:50:25.099
الذات المزيفة.

0:50:25.099,0:50:31.980
قال أينشتاين: "إن المقياس الحقيقي للإنسان يتحدد[br]في المقام الأول من خلال التدبير

0:50:31.980,0:50:38.250
والإدراك اللذان يحقق من خلالهما التحرر من الذات".

0:50:38.250,0:50:46.230
لهذا لا يعتبر التفكير ووجود الذات أمراً سيئاً،[br]بل يعد التفكير أداة جميلة

0:50:46.230,0:50:53.540
عندما يعمل العقل في خدمة القلب.

0:50:53.540,0:51:06.359
في تعاليم (الفيدانتا) قيل بأن العقل خادم ممتاز ولكنه سيد سقيم.

0:51:06.359,0:51:13.950
تعمد الأنا الأنانية إلى تصفية الواقع إلى[br]لغة وتصنيفات، وتنتقد بصورة متواصلة.

0:51:13.950,0:51:17.700
تفضّل شيء على شيء آخر.

0:51:17.700,0:51:23.850
عندما يكون العقل والحواس هما سيدك،[br]فإنهما سيخلقان معاناة لا تنتهي

0:51:23.850,0:51:32.460
رغبة وكراهية لا تنتهيان،[br]محتجزة إيانا في مصفوفة (سجن) التفكير.

0:51:32.460,0:51:39.519
إذا أردت إحراز (الصمدية)،[br]لا تحكم على أفكارك بأنها جيدة أو سيئة،

0:51:39.519,0:51:45.790
ولكن حاول معرفة من أنت[br]قبل وجود الفكر، قبل وجود الحواس.

0:51:45.790,0:51:57.309
عندما يتم اسقاط كافة التصنيفات[br]عندها يصبح بالإمكان رؤية الأشياء كما هي.

0:51:57.309,0:52:05.280
في اللحظة التي يقال للطفل ما هو العصفور،[br]فلو صدّق ما تم إخباره عنه

0:52:05.280,0:52:07.690
عندها لن يرى العصفور مجدداً.

0:52:07.690,0:52:52.259
فقط سوف يرى أفكاره.

0:52:52.259,0:52:57.609
معظم الناس يظنّون أنهم أحرار، واعون ومستيقظون.

0:52:57.609,0:53:04.539
ولكن إذا كنت تعتقد بأنك مستيقظ، فلماذا تبذل جهدك لتحقيق

0:53:04.539,0:53:08.930
ما أنت مؤمن بأنك تملكه أساساً ؟

0:53:08.930,0:53:16.130
قبل أن يصبح بإمكانك أن تستيقظ،[br]وجب أن تقبل بأنك نائم،

0:53:16.130,0:53:20.430
تعيش بداخل المصفوفة.

0:53:20.430,0:53:25.920
راقب حياتك بأمانة، بدون أن تكذب على نفسك.

0:53:25.920,0:53:32.140
هل أنت قادر وقف حياتك الآلية المتكررة لو رغبت ؟

0:53:32.140,0:53:40.079
أيمكنك التوقف عن السعي نحو المتعة وتجنب الألم،[br]أأنت مدمن على نوعية معينة من الأطعمة والأنشطة

0:53:40.079,0:53:41.519
والتسالي ؟

0:53:41.519,0:53:49.309
هل أنت دائماً تحكم، تلقي النوم، تنتقد نفسك والآخرين ؟

0:53:49.309,0:53:56.490
هل يسعى عقلك باستمرار نحو المحفّزات،[br]أو تشعر بالرضى التام أثناء وجودك

0:53:56.490,0:53:59.329
في حالة صمت ؟

0:53:59.329,0:54:02.200
هل تتفاعل مع آراء الناس بشأنك ؟

0:54:02.200,0:54:06.410
هل تسعى نحو إيجاد القبول، التعزيز الإيجابي ؟

0:54:06.410,0:54:12.130
هل تقوم بتدمير حياتك بطريقة ما ؟

0:54:12.130,0:54:17.859
معظم الناس يعيشون حياتهم اليوم[br]بنفس الطريقة التي سيعيشونها غداً

0:54:17.859,0:54:22.829
ونفس الشيء بعد سنة، وبعد عشر سنوات من الآن.

0:54:22.829,0:54:29.390
عندما تبدأ بمراقبة طبيعتك شبه الآلية تصبح أكثر تيقظاً.

0:54:29.390,0:54:34.809
تبدأ بإدراك عمق المشكلة.

0:54:34.809,0:54:41.690
أنت نائم تماماً، تائه في حلم.

0:54:41.690,0:54:47.500
كما سكان كهف (أفلاطون)، معظم الذين[br]يصغون لهذه الحقيقة لن يكون لهم الرغبة

0:54:47.500,0:54:55.529
أو القدرة على تغيير حياتهم لأنهم متعلّقين بأنماطهم المألوفة.

0:54:55.529,0:55:02.500
نحن نقطع مسافات طويلة لأجل تبرير أنماطنا،[br]وندفن رؤسنا في الرمال بدلاً من

0:55:02.500,0:55:05.680
مواجهة الحقيقة.

0:55:05.680,0:55:12.300
نرغب بمن يخلّصنا، ولكن لسنا على استعداد لتخليص أنفسنا.

0:55:12.300,0:55:19.740
ما الذي أنت مستعد لتدفع ثمنه لتصبح حراً ؟

0:55:19.740,0:55:26.300
معرفتك بأنك لو غيرت عالمك الداخلي،[br]فيجب أن تستعد لتغيير حياتك الخارجية.

0:55:26.300,0:55:32.470
تركيبتك وهويتك القديمة يجب أن[br]تصبح التربة الميتة التي تنمو فيها الجديدة.

0:55:39.869,0:55:45.119
الخطوة الأولى نحو الإستيقاظ هي أن[br]ندرك أننا متماهين مع مصفوفة

0:55:45.119,0:55:49.670
العقل البشري، أو مع القناع.

0:55:49.670,0:55:55.249
لابد أن شيء ما في داخلنا اصغى[br]لهذه الحقيقة ونهض من سباته.

0:55:55.249,0:56:18.349
هناك جزء منك، ذو طبيعة[br]خالدة، لطالما عرف الحقيقة.

0:56:18.349,0:56:31.749
إن مصفوفة العقل تلهينا، تسلّينا، تبقينا[br]نعمل دون انقطاع، نستهلك، نطمع

0:56:31.749,0:56:39.160
في دورة من التلهّف والنفور للظواهر المتغيرة[br]باستمرار، تبقينا بعيداً عن إزهرار

0:56:39.160,0:56:47.829
وعينا، بعيداً عن حقنا[br]التطوّري وهو (الصمدية).

0:56:47.829,0:56:58.380
التفكير المَرضي هو ما[br]يتم إهماله لعيش حياة طبيعية.

0:56:58.380,0:57:06.329
لقد بات جوهرك الإلهي مستعبداً،[br]ومتماهياً مع الذات المزيفة المحدودة.

0:57:06.329,0:57:15.720
الحكمة العظيمة، وحقيقتك[br]مدفونة عميقاً بداخل كيانك.

0:57:15.720,0:57:27.039
قال (جدو كريشنامورتي): "ليس مقياساً لصحة[br]الفرد أن يقوم بتكييف نفسه تماماً

0:57:27.039,0:57:39.759
مع مجتمع مريض للغاية".

0:57:39.759,0:58:02.810
التماهي مع العقل الأناني هو الداء بعينه[br]و(الصمدية) هي الدواء.

0:58:02.810,0:58:25.680
القدّيسين، الحكماء والأحياء المستيقظين على مرّ التاريخ[br]جميعهم تعلّموا الحكمة من تسليم الذات.

0:58:25.680,0:58:45.089
كيف يصبح بالإمكان إدراك الذات الحقيقية ؟

0:58:45.089,0:58:52.520
عندما تسبر حجاب الوهم (مايا)،[br]وتتخلى عن الذات الوهمية، ما الذي يبقى؟