إن الشيء الأهم الذي أود أن أبينه،
هو مفهوم الاقتصاد بكونه مجال تجريبي،
وإن حصلت على دليل تجريبي،
عليك تغيير طريقة تفكيرك
حول الاقتصاد.
وبحسب اعتقادي، يعد انفتاحك على هذا الأمر،
من أهم الاشياء
التي على الاقتصادي المبتدئ إدراكها.
موسيقى
لا يعد الاقتصاديون مجموعة من الماريز أو
ناتاشاز أو خوانيتاز،
وهذا ما يثير الكثير من الجدل.
ولكن ما يتم التغاضي عنه أحيانًا
هنَّ عالمات الاقتصاد،
اللواتي دفعنَّ بالاقتصاد قدمًا
من خلال معالجة مسائل العالم الحقيقية.
مرحبًا بالنساء في عالم الاقتصاد.
ترعرت في عائلة،
حيث يتناقشون بالسياسة العامة بكثرة.
خططت لأكون محامية،
فتخصصت في السياسة.
وكجزء من تخصص السياسة في جامعتي،
عليك أن تدرس الاقتصاد لسنة.
وبعد قرابة الثلاث أسابيع، أصبحت مهووسة،
تخليت عن اختصاص السياسة والمحاماة،
أصبحت عالمة اقتصاد.
"كريستينا رومر" هي مؤرخة
في مجال الاقتصاد الكلي.
أخذت أدوات الاقتصاد الحديث،
والاحصائيات والبيانات،
وطبقتهم على مسائل تاريخية.
إن خطة البحث
التي اتبعتها "كريستي" طوال مهنتها،
ركزت على مجموعة أساسية من مواضيع
حول التقلبات والدورات الاقتصادية.
سئلت وجاوبت عن اسئلة مذهلة
حول اقتصادنا،
بدءًا من اطروحتها كطالبة دراسات عليا
في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا.
فغيرت رؤيتنا
حول كيفية نمو الاقتصاد مع الوقت.
اعتقد أن الأسئلة التي طُرحت عليَّ
كانت عن السياسة النقدية
والدورات الاقتصادية،
والكساد الكبير.
وكان الاعتقاد السائد أن السياسات الحكومية
تؤدي إلى تقلبات أقل في البطالة
بعد الحرب العالمية الثانية.
ومع أن البيانات قبل الحرب العالمية الثانية
كانت غير موثوقة،
توصلت "كريستي" إلى رؤية عبقرية،
فبينما لا يمكنك تنظيف البيانات التاريخية،
يمكنك إخفاء البيانات الحديثة الجديدة،
وهذا ما فعلته بالتحديد.
وعندما فعلتها، صدقوا أو لا،
انهارت كل هذه الاختلافات ببساطة.
وبشكل مذهل، إن طبقت
الأساليب القديمة على البيانات الجديدة،
سيبدو الاقتصاد
بعد الحرب العالمية الثانية
متقلبًا، كما كان قبلها.
هذا يتعارض مع الاجماع
على دور سياسات الاستقرار الحكومية.
هزت أبحاثها المجتمع الاقتصادي.
أحدث ذلك ضجة.
أذكر واحدّا من الاقتصاديين الدائمين
في معهد ( ام أي تي)،
إذ كانت اولى ردات فعله،
"حسنّا، سأكون مستاءً جدًا
حول ذلك إن صدقته.
لذلك لن أصدقه".
وخلال مسيرتها الأكاديمية،
استمرت "كريستينا" في تحدي
مفهومنا حول الكساد الكبير.
ومثال لذلك، اعتقد معظم الاقتصاديين
أن الكساد الكبير انتهى
بسبب االانفاق الحكومي الكبير
والاستثمارات في الأشغال العامة.
أظهرت أن تأثير هذه السياسات
غالبًا ما تكون ضئيلة مقارنةً
بالتغييرات التي حدثت في السياسة النقدية .
بدء ذلك عندما ألغى "روزفلت" معيار الذهب
في الولايات المتحدة الامريكية،
عندما تسلم السلطة عام 1993،
على مدى العقد القادم،
هناك ارتفاع هائل في الكتلة النقدية.
ما أظهرته هو أن ذلك
الذي تسبب في النمو السريع الذي حصل.
غالبًا ما ركزت أبحاث "كريستينا" على تأثير
الأحداث الاقتصادية على حياة البشر اليومية.
من الصعب أن تملك
أهداف جديدة على نفس الشيء
مرارًا وتكرارًا.
أحد الأشياء البارزة
حول برنامج "كريستي "و"دايفيد" للأبحاث
هو النجاح الساحق الذي حققانه.
على مر 35 سنة،
أجرت "كريستينا" أبحاث دقيقة
عادة مع مساعدها وزوجها، "دايفيد رومر".
سنحصل على ورقة وأظن أن الامر انتهى.
عملنا بجدٍ على هذا الامر،
وكل منا قرأ البحث مرة أخيرة.
قالت:" أنت تعرف،
أعتقد أن تعارض منطقي ظهر
عندما انتهى بنا المطاف في قسم ب٤،
وكيف حددنا ما سنفعله
في قسم أ٢.
وأعتقد:" حسنًا ، لن ينتبه أحد."
وأمضينا أسابيع إضافية على البحث
لأنها كانت محقة.
وتحسن البحث أكثر.
واحدًا من الاشياء البارزة حول عملها
هو الاتساق الذي استغرق حرفيًا
أيام دراستها العليا
وعملها على أطروحتها
وربطت بعض أعمالها الأخيرة
بالتفكير بطرق لتحديد
نقاط التحول في الاقتصاد.
سيختبر عمل "كريستينا"
خلال الانهيار المدمر في عام 2008،
عندما شهدت الولايات المتحدة الأمريكية
انهياراً حاداً.
غالبًا ما نصف الاقتصاد
كما لو كنا على حافة الهاوية،
في الحقيقة أننا لسنا على حافة الهاوية فقط،
بل متجهين نحو الأسفل.
كانت الأسواق المالية تغرق،
وكان خطر انتقال الازمة من الولايات المتحدة
الى الاقتصاد العالمي
حقيقيًا للغاية.
حتى الناس اللذين شهدوا
الكثير من الأحداث
كانوا قلقين حول ما يحدث.
حتى انتقل الحكم
للرئيس المنتخب "اوباما"
لمواجهة الأزمة الاقتصادية،
وصل بريد الكتروني غامض "لكريستينا"
بعنوان "مرحلة اوباما الانتقالية".
سيكون لدي هنا بعض الفضل،
لأن "كريستينا" ستزيله،
وقلت:" لماذا لم تبحثي عن الشخص على الأقل؟"
واكتشفت انه كان رئيس
الجانب الاقتصادي للمرحلة الانتقالية.
أرادت إدارة "اوباما" مقابلة "كريتسينا"
في أقرب وقت ممكن.
في اليوم التالي، كانت مسافرة إلى "شيكاغو"،
للالتقاء بالرئيس المنتخب.
طُلب من "كريستينا" أن تترأس
مجلس المستشارين الاقتصاديين.
أسس المجلس لإحضار أكاديميين
إلى عملية صنع السياسات
وتقديم النصائح الى الرئيس.
تحدثت مع "رام امانويل" وقلت:
"قل لي مجددًا كيف حصلت على هذه الوظيفة؟"
وقال:"كنت خبيرًا بالكساد الكبير،
واعتقدنا اننا يمكن أن نحتاج لخبير".
حاولت فهم سبب الكساد،
ما الذي انهاه،
ما الدور الذي يمكن أن تلعبه
السياسة الرقابية والمالية،
لم يكن بوسع أحد إدراك
الاستراتيجية الصحيحة .
تحدثنا مع المصرفيين،
وتحدثنا مع الموظفين،
ومع الاشخاص
حيث جمعنا الاحصائيات.
كشفت أبحاث "كريستينا "أن الاقتصاد
كان بوضع خطير أكثر
مما كان يعتقد في السابق.
اتصلت ب "اوباما" لتعلمه بالأخبار السيئة.
قائلًا:" هذا مريع"،
خسرنا ثلالة أرباع مليون وظيفة."
واكملت هكذا وفي النهاية، أوقفني،
وقال:" كريستي، هذا ليس خطأك..بعد."
كان التحدي لذي واجهته كريستي
وأفراد فريقها الآخرين
في الفريق الاستشاري الاقتصادي،
يبين حجم التحفيز الذي تحتاجه
الولايات المتحدة الامريكية
لتصحيح مسارها،
ولتحاول أن تتفحص أن
الاعتماد الكلي على التقديرات
التي تبين المنفعة الكبيرة التي ستحصل عليها
عند استخدام السياسة النقدية كوسيلة
وتحاول بعدها انعاش الاقتصاد.
ساعدت "كريستينا" في تصميم
مجموعة تدابير ضريبية
الذي ظنت أنها ضرورية لتحريك عجلة الاقتصاد.
كان القانون الامريكي
لإعادة الاستثمار
وانعاش الاقتصاد تشريعًا
وقِعَ في فبراير من عام 2009،
وكان مزيجًا من الانفاق الحكومي المباشر،
مثل إصلاح الطرقات السريعة،
التحويلات لحكومات الولاية،
التحويلات للأشخاص، والتخفيضات الضريبية.
والمنطق في ذلك أن في وقت ما
عندما تصرف الأسر أقل،
والشركات تصرف أقل،
هذا الوقت المناسب
للحكومة لتصرف اكثر بقليل
لسد تلك الفجوة.
إن فترات الركود خلفت ندوب عميقة،
والأشخاص اللذين خسروا وظائفهم
خلال فترات الركود،
وكانوا عاطلين عن العمل لفترة ما،
حتى بعد عشر سنوات،غالبًا ما يتقاضون أقل
مما كانوا يتقاضون قبل حدوث الركود.
و بإبراز أهمية هذه القضية،
في الابحاث الأكاديمية وثم كصانع سياسات،
عندها يمكن للحكومة أن تقوم بالمزيد
للتخفيف من حالات الركود،
التي لها تأثيرًا حقيقيًا.
غالبًا مئات الآلاف من الأشخاص
حافظوا على وظائفهم في فترة الكساد العظيم،
لأنها أصبحت خبيرة في سلوك الاقتصاد،
وفي تأثيرات السياسة النقدية.
وكانت شغوفة جدًا
ايزاء الدور التي لعبته
بعد الازمة المالية في فترة الكساد الكبير،
وحاربت بشغف من أجل السياسات
التي ستخدم تسعة مليون شخص
ممن فقدوا وظائفهم،
وستحرك عجلة الاقتصاد.
من حسن حظك أن تلعب "كريستي" هذا الدور
لأن معظم عملها أكاديميًا،
وقبل 25 سنة من هذا،
ركز على محاولة فهم
طبيعة العلاقات بين
السياسة المالية والسياسة النقدية
والنتائج الاقصادية.
انها حالة غير اعتيادية.
يمكننا أن نرى علاقة مباشرة بين
بحث البرج العاجي
والحياة الحقيقية على نطاق أوسع.
يستمر عمل "رومر" في "بركلي"،
بالسؤال والإجابة عن هذه الأسئلة المهمة
حول الاقتصاد الكلي.
إن فكرت بما يهم شخصًا عاديًا:
هل لديهم وظيفة؟ هل يمكنهم دعم عائلاتهم؟
هل يمكنهم تأمين حياة لأطفالهم أفضل
من حياتهم في السابق؟
تدرك أن المسائل
وكيف يعمل الاقتصاد
واحدًا من الاشياء التي تؤثر
على حياة الأشخاص
أكثر من أي شيء آخر.
موسيقى
هل تريد أن تفهم بشكل أوضح
رومر والدورات الاقتصادية؟
اضغط هنا لمواد ذات صلة ولأسئلة تدريبية،
أو اطلع على فيديوهات أخرى
تبين كيف تصدى الاقتصاديون
لكل أنواع المشاكل
بدءًا من مواضيع ثقيلة كالإقتصاد الكلي،
وصولًا لأدوات يومية كـ"ويكيبيديا" والنبيذ،
أجل، حتى النبيذ.
ترجمة: آثار شما.