ما الذي يعيقك؟ | وائل المصري | TEDxNKUA

عندما كان في السادسة عشرة من عمره، بدأ وائل المصري مشروعه الأول لإنتاج الطاقة الكهربائية من التربة. كرس أربع سنوات من عمره لهذا المشروع، وفي عام 2016، نال مشروعه المركز الثالث من بين 1.600 شركة في منافسة قمة الويب 2016. ولاحقاً أخذت الأحداث مجرىً غير متوقع في حياته.

في التاسعة عشرة من عمره، جمع فريقاً مؤلفاً من 17 فرداً ذي خلفيات مختلفة، والفوز في مسابقة تحدي تطبيقات الفضاء 2017 حول العالم. ومنذ أن نال عدة جوائز وتقديراً من مختلف أنحاء العالم. الآن هو قائد للعديد من المشاريع في مجال تكنلوجيا الصحة و الطائرات بلا طيار.

قدمت هذه المحادثة في فعالية TEDx محلية باستخدام صيغة مؤتمرات TED ولكن نظمه مجتمع محلي. لمعرفة المزيد الرجاء زيارة https://www.ted.com/tedx

دعوني أطرح عليكم سؤالأ.

عندما كنتم صغاراً،

ماذا كانت خطتكم؟

الحلم، الطريق الذي أردتم خوضه

أن تصبح رائد فضاء، طبيباً أو عالماً؟

حسناً ستكون الخطة وفق التالي:

تذهب إلى المدرسة وتدرس بجد،
تذهب إلى الجامعة وتنال أعلى الدرجات،

ومن ثم الماجستير وربما الدكتوراه،

ومن ثم عمل جيد في مكان ما ذي مكانة.

لا أعرف، مايكروسوفت، غوغل،
ناسا أو ما إلى ذلك.

كانت تلك خطتي أيضاً.

لكن دعني أعود بك إلى الوراء.

منذ ستة أعوام مضت، كنت في 16
من عمري، وأحببت التكنولوجيا.

أردت اختبار الكثير
وتجربة العديد العديد العديد من الأشياء.

لذا أنشأت "مختبري" الخاص.

هذا كل شيء.

(ضحك)

إذا، عندما كنت في المدرسة الثانوية،

كان لدي صديق يحب أيضاً
إجراء التجارب بالتكنلوجيا،

وكان مثلي تماماً،
لذلك، في يوم من الأيام كنا في الصف،

جاء إلينا مدرس فيزياء وقال لنا،

"مرحباً ياشباب!

هناك بعض الأشخاص يجرون تجربة معي،

و أود أن تنضما إلينا."

لذا ذهبت إلى هناك وبدأنا العمل معه
في مختبره لمختلف المشاريع.

كان مملاً جداً في البداية، حتى أتى إلينا
في يوم من الأيام وقال لنا:

"مرحباً يا شباب!

في الأيام الخوالي، كان هناك بعض الشبان
يحاولون إنتاج الكهرباء من التربة.

لذا لما تحاولون تجربة هذا؟

فلربما تفتح الأبواب لكم."

ودون أي انتقاد،

قررنا أنه من الممتع القيام بذلك.

لذا بدأنا العمل عليه،

وبغضون ثلاثة أشهر،
توقف كلاهما عن العمل معي.

حرفياً، لم تكن لدينا أية نتائج،

وكما تعلم، لقد شعرت وكأن

هناك شيئاً ما يسحبني نحو ذلك،

لذا واصلت المحاولة أكثر قليلاً.

لأكون دقيقاً، بعد سنة واحدة،
كان لدي أول برهان على النظرية،

والذي كان طاولة كبيرة مملوءة بالتراب

كان ذلك بالكاد كافياً لإنارة
مصباح صغير جداً جداً.

كانت تلك فقط الخطوة الأولى،

ولكنها كانت كافية لإقناع بعض الناس
لمساعدتي أكثر.

كان أول استثمار لي 100 يورو
حصلت عليها من معلم آخر،

حيث أراد مني أن أنضم إلى
مسابقة المدرسة الوطنية.

لذا، فعلتُ كما قال لي.

ذهبت إلى المسابقة،
وأدركت شيئاً مهماً جداً.

أحب الناس فعلياً فكرتي.

لم يعد يعتقد الناس أنني مجنون بعد الآن.

حسنا، لقد فكروا ملياً بسبب خطتي،

ولكنهم اقتنعوا الآن أنه ربما
هناك شيء ما بالتكنلوجيا.

مضت سنة أخرى،

وقبل ليلة من امتحانات المدرسة الوطنية،

والتي هي - في المجمل-

واحدة من أهم الركائز
التي ستحدد مصيري المهني

قررت " حسنا،

لا أريد الدراسة بعد الآن.
دعونا ندع هذا،"

وأردت أن أقوم بشيء
يتعلق بمشروعي.

لذا بدأت بالبحث على غوغل
عن أي شيء يساعدني في البحث،

الابتكار، الصيرفة

لا أعلم، أي شيء ربما يمنحني
مالاً أو نصيحة.

وبالعودة لا يشيع عندنا مصطلح
" الشركات الناشئة" في قبرص

لذلك، كان شيئاً جديداً بالنسبة لي.

أرسلت حوالي 50 بريدًا إلكترونيًا،

وقد حصلت على 5 ردود من هذه ال50.

كان اثنان منهم "لا" على نحو لائق،

وثلاثة " نعم ربما، دعنا نسمع المزيد."

وكنت محظوظاً كفاية فإحدى هذه
الشركات كانت في قبرص.

لذا قررت:
" مهلاً لم لا تجرب هذا؟"

أرسلتُ لهم بريدًا إلكترونيًا،
ورتبنا موعداً،

ومن ثم ذهبت إلى هناك
ومعي نموذج أولي أفضل بكثير.

وتمكنتُ من إقناعهم

بالعمل معاً خلال السنة والنصف القادمة.

وبحلول نهاية ذلك الموعد،
شاركنا في قمة الويب.

الآن، قمة الويب مؤتمر ضخم،

خاصة بالنسبة للشركات الناشئة،

ربما هو أحد أفضل المؤتمرات في العالم.

هناك أكثر من 60 ألف مشارك

وشركة من جميع أنحاء العالم.

كل الأسماء الكبيرة: غوغل، مايكروسوفت،
انستغرام، فيسبوك، غاري فاينرتشوك،

كل ما تستطيع تخيلهُ.

كان كل شخص هناك.

في اليوم الأول،

كان لدي بعض النماذج الأولية
ومقصورة صغيرة،

وكنت أقدم عرضي على بعض المستثمرين،

ولم يجر الأمر على مايرام، بصراحة.

لم أعلم فقد كانت المرة الأولى التي أتحدث
فيها مع مستثمرين حقيقيين.

في اليوم الثاني كانت هناك منافسة المنصة.

منافسة المنصة، تبدأ من 1.500شركة،

وبعد ذلك تتمكن من الوصول إلى النهائي
بعد تخطيك لثلاث جولات.

لا أعلم كيف أو لماذ أو ماذا حصل بالضبط،

لا أتذكر، ولكنني فعلتها حتى النهائي.

كان النهائي ترويجاً فعلياً في الصالة،

هذا ماتراه في الصورة.

كان ذلك فعلياً أمام 15,000 شخص،

غطتها الوسائل الإعلامية العالمية،

لذلك فقد كان حقاً شيئاً مخيفاً لي.

لم أحلم قط بالتحدث أمام الناس،

وخاصةً في المرة الأولى فقد كانت
أمام لجنة التحكيم.

على أي حال، أذكر أنه قبل ساعات من المنصة،

أعطوني إسوارة تقول: " ضيف متحدث"

وتلك الإسورة، حسناً، لديها طاقة سحرية.

تذهب إلى المنصة، ترفع يدك هكذا،

ويذهب رجال الأمن هكذا،

وتدخل إلى الشخصيات المشهورة،
وترى شيئاً ضخماً هناك.

كل الأسماء الكبيرة.

أتذكر رؤية غاري فاينرتشوك هناك.

أوه، أنا وغاري فيي في الغرفة ذاتها!
كان ذلك شيء لم أتوقعه.

لذا، كما تستطيع تخيل،
استخدمت الطاقة السحرية بحكمة،

لذلك دخلتُ وخرجت، دخلت وخرجت،
دخلتُ وخرجت، وشعرت هكذا.

(ضحك)

كان ذلك مضحكاً، بصراحة،
أن تكون مشهوراً حتى ولو لوهلة.

لذا قصة طويلة اختصارها،
جرت منافسة المنصة أفضل من المتوقع،

وبنهاية المنافسة،
تغيرت حياتي.

في اليوم السابق، كنتُ أتوسل
للمستثمرين حتى يسمعونني،

في اليوم التالي، كان المستثمرون
يطرقون بابي.

ليس العاديون، بل الكبيرون.

تناقشت الشركات الكبيرة
بملايين الدولارات معي،

وكان شيئاً عظيماً.

أقصد، لقد كان عمري 19 عاماً،
لم أتخيل حدوث هذا.

الآن، ربما تعتقد

حسناً، هذه هي الصورة.

الآن، ربما تعتقد بعد كل هذا

حصلتُ على الحياة الأسعد،

مكتسباً الملايين والملايين،

والعيش بسعادة كما يعيش رائد الأعمال،

ولكن الحقيقة أنني بالغت في تقدير قدراتي،
وخبرتي في الأعمال،

وثقتي بالناس.

وكان ذلك ذا تكلفة ضخمة ضخمة بالنسبة لي.

قصة طويلة مفادها، توقف المشروع مؤقتاً.

فقدت أربع سنوات من العمل من أجل لا شيء.

الشيء الوحيد الذي تبقى لي
كانت المعرفة التي اكتسبتها من هناك،

ولا شيء أكثر.

تستطيع أن تتخيل كم كان ذلك محبطاً،

عمرك 19 عاماً،

ويجب أن تتعامل مع فشل كبير،

ومعرفة أنه ليس مشروعك كان غير جيد بما يكفي

بل الظروف المحيطة بك.

إنها مشكلة.

لبضعة شهور، لم يعد لدي أي طاقة
للقيام بأي شيء، حرفيا.

كنت كمثل الذي يتخطى المدرسة،
يتخطى الجامعة فعلياً،

لا ألتقي أصدقائي،
ولا أعمل شيئاً محدداً.

لذلك بعد عدة شهور،
سمعت عن مسابقة

تدعى" هاكاثون تطبيقات ناسا للفضاء."

إنه هاكاثون عالمي، منظم من قبل ناسا،

ويعطوك بعض المسائل التي تحتاج إلى الحل،

وإذا حللتهم بطريقة جيدة كفاية،

تذهب إلى العالمية، ومن ثم إذا فزت..

تحصل على دعوة لحضور إطلاق صاروخ
من مدينة رأس كانافيرال.

كانت ردة فعلي: " واو! هذا جميل!"

ولأكون صريحاً، أبداً

لم أعتقد أنه، حسناً،
الفوز مستحيل، إنه شيء كبير،

ولكن لم لا أحاول أن أستعيد حياتي مرة أخرى
وأرى فيما إذا كنت قادراً عليها؟

حتى ذلك الوقت، كان كل شخص يشكك
في مهاراتي كقائد فريق،

أو رئيس تنفيذي، أو أي شيء من هذا القبيل،

لذا كان لسان حالي: " هيا! دعونا نحاول
ونرى ما سيحدث!"

أقصد، ما هي أسوأ التصورات؟
خسارة المسابقة.

لذا فقد نظمتُ فريقاً من 17 فرداً.

من رائد أعمال واحد إلى فريق من 17 فرداً،

إنه فرق شاسع.

وكانوا من أعمار مختلفة،

خلفيات مختلفة، عقليات مختلفة.

كانت..... فوضى.

أتذكر واحداً من منظمي المسابقة المحليين،

جاء إلي و أعطاني يده وقال:

" أراهن أن مع فريق كهذا،
سيكون هناك خياران فقط:

إما ستنجز عملاً عظيماً،
أو ستفشل فشلاً ذريعاً.

و أراهن على الثاني."

كانت ردة فعلي: " واو! ياله من تحفيز! "

( ضحك)

اقصد، بالله عليك!

أنك لا تذهب وتقول هذا الكلام
لشخص ما قد بدأ لتوه،

وخصوصاً بعد مرحلة محبطة نوعاً ما، لذا نعم.

كان التحدي مرة أخرى.

قصة طويلة مفادها، كان شيئاً ضخماً جداً.

في هذه 48 ساعة، كان لدينا
الكثير من المشاكل،

مشاجرة مع أفراد الفريق الآخرين، ظلّ
بعضهم يكرهنني حتى الآن بسبب ذلك،

ولكن بنهاية هذه 48 ساعة،

تمكننا من نيل المرتبة الثالثة محلياً.

اقصد، بحقك، أن تنال المرتبة الثالثة
من بين 10 فرق، أمرٌ محبط.

لم يكن هذا ما أردته.

ولكن على أية حال، حصلنا على تذكرة
المنافسة العالمية،

لذا هناك فرصة.

لذلك تالياً، كان لدينا خمسة أسابيع لحل
معضلة كبيرة لا أدري بماذا أدعوها،

ولكن كان هناك شيء مريب.

توجب علي معالجة الكثير من
المسائل في الوقت نفسه.

متشاجراً مع هذا، ومتشاجراً مع هذا.

كان الجميع يكرهنني في تلك اللحظة.

حتى أصدقائي، لم تعد لديهم الطاقة
للتعامل معي

حنيما كنت في أوج طاقتي طوال الوقت،

أنهض، أجري مكالمات هاتفية،
وجميع هذه الأمور.

لذا، على أية حال، بنهاية ذلك،
مرة أخرى لا أدري كيف أو لماذا،

ربما العمل الدؤوب، بعض الناس يطلقون عليه
العمل المثمر، بعضهم يدعونه الحظ،

كنا الفائزيين العالميين،
أمرٌ لم نتوقع حدوثه.

وحصلنا حقاً على دعوة لطيفة من ناسا.

كان ذلك رائعاً. أقصد، بالله عليك!
رؤية دعوة من ناسا؟

و أنا مهندس، لذا كانت مثل،
" واو! كان هذا أسرع مما اعتقدت."

ولكن هنا المشكلة، المشكلة الكبيرة،
فعلياً قد بدأت للتو

فلدينا فقط ثلاثة أسابيع

لجمع حوالي 80,000 يورو
من راعي من قبرص

لتغطية تكاليف 17 شخصاً

للطيران إلى رأس كانافيرال لمدة أسبوع

لذا لم يكن ذلك سهلاً على الإطلاق.

أعني، لا أعلم مايجري في بقية
أنحاء العالم،

ولكن في قبرص، فهو شبه مستحيل.

مجدداً، خسر وربح الكثير المعارك
ولكن بنهاية اليوم، فعلناها.

المغامرة الكبرى، ناسا!

أستطيع مواصلة التحدث عن هذا لساعات وساعات:

الناس الذين التقيناهم،
الأشياء التي رأيناها،

تغيرت عقليتنا،

والطريقة التي نرى فيها الحياة بعد ذلك.

كل شيء قد تغير

فلربما لبعض الأشخاص هو شيء صغير،

ولكن بالنسبة لنا، كان هائلاً
إنجازاً هائلاً.

لذا، بعد ذلك مباشرة، قررت أن الوقت حان
لتنفيذ خطتي الكبيرة.

عمل شيء حقيقي في مجال الشركة الناشئة،

أو - لا أعلم- إنجاز بعض الابتكارات بمفردي.

لذا، حالياً، أنا في 22 .

لدي مشروعان ناشئان:
واحد في فضاء مكانيكا الأحياء

والآخر في فضاء الطائرات بلا طيار،

وأشياء، أستطيع القول أنها تسير
على مايرام.

ومازال عندنا كثير من الإخفاقات،
مراراً وتكراراً،

ولكن من يعلم مايخبئهُ الزمنُ لنا.

الحقيقة هي

دائماً هنالك شيئ ما يقف في طريقك.

سواء كان شخصاً، علاقة، اختيار أسلوب حياة
عقبة طريقك،

اعتقاد، شك، أي شيء.

دائما هنالك ما يقف في طريقك.

إن عقولنا مبرمجة على الاعتقاد
أن النجاح و الإنجاز

يأتي من اتباع طريق محدد من قبل المجتمع.

اذهب إلى المدرسة، ثم الكلية، ثم الماجستير،
ثم الدكتوراه، ثم عمل جيد

ذلك يوفر لك ما فيه الكفاية حتى يتيح لك
معظم ما ترغبه في الحياة،

ومن ثم تضع أطفالك في الطريق نفسه.

ولكن غايتك أكبر من ذلك.

غايتك هي أن تخطو خارجاً،
تنهض وتعيد كتابة القصة.

اجعلها ذات قيمة.

اصنع القصة الأكثر إرضاءاً لك،

لا الشخص الذي بجانبك.

توقف عن تعليق أحلامك

بالتفكير" هذا ليس الوقت،

لا أشعر أنني مهي كفاية،
لا أشعر بأنني في حالة جيدة كفاية."

هذه كلها أكاذيب،

هذه كلها أعذار أنت تختلقها
لأنك فقط تخشى المحاولة.

إنك تقلل من شأنك كلما قلت:

" لست ذكياً كفاية،
لست جيداً كفاية،

لست ناضجاً كفاية،
لم أتخرج بعد،

لا يجب أن أفعل هذا،
لا يجب أن أفعل ذاك."

ليس هناك ما يدعى الوقت المناسب.

اليوم هو الوقت المناسب،
غداً هو الوقت المناسب.

وحالما تبدأ، ستخوض ذلك الطريق،

وستخفق مراراً وتكراراً.

وهذا ما أفعله، وأستمر في فعله.

وحتى اليوم، لا أستطيع القول
أن كل شيء مثالي في حياتي.

لدي العديد من المشاكل
مع كل هذه المشاريع الناشئة،

مع حياتي الخاصة،
و كل شيء من هذا القبيل.

كل فرد لديه هذا، ولكنه عائد إليك لتغيره،

يعود الأمر إليك إن أردت أن تحدث فرقاً.

ومن كل إخفاق، اكتسب بعض المعرفة واستمر.

وهناك نصيحة واحدة مني أرغب أن تحتفظوا بها:

كلما فكرت في الأسباب، الأعذار،

حاول أن تبسطها إلى أجزاء بسيطة.

وعندما تفعل ذلك، تدرك
أن كل شيء أصبح أوضح،

أسهل وأفضل بالنسبة لك.

وتدرك حقاً أنه ليس هنالك ما يعيقك.

إذاً، ما الذي يعيقك؟

شكراً لكم.

( تصفيق)

(هتاف)