كيفية تحفيز الأشخاص لعمل الخير

كيف يمكننا دفع الأشخاص لفعل المزيد من عمل الخير: كالذهاب للحفلات الخيرية والتبرع للجمعيات الخيرية والمحافظة على الموارد أو عموماً التصرف بشكلٍ جيد وحسب اتجاه الآخرين؟ أبحاث العالم (إيريز يولي) بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يشاركنا قائمة بسيطة لشحذ قوّة السمعة -- أو رغباتنا المجمعة لرؤيتنا كمعطائين ولطفاء بدلاً من أن نكون أنانيين -- لتحفيز الأشخاص ليتصرفوا لصالح الآخرين. اعرفوا المزيد كيف يمكن للتغيرات الصغيرة أن تغير نهجكم لتقوموا بسحب الأشخاص لعمل الخير وهذا يمكن أن ينتج عنه نتائج مفاجئة.

كيف يمكننا جعل الأشخاص
يقومون بالمزيد من الأعمال الجيّدة،

الذهاب إلى صناديق التبرع، منح الجمعيات
الخيرية، حفظ الموارد،

أو جعلهم يقومون بشيء أبسط
كغسيل أكوابهم في العمل

بحيث لا تكون المغسلة
دائما مليئة بالأطباق القذرة؟

(ضحك)

(تصفيق)

عندما بدأت لأول مرة بالعمل
على هذه المشكلة،

اشتركت مع شركة كهرباء

لتعيين زبائن من أجل برنامج
يمنع انقطاع تيّار الكهرباء

من خلال تقليل الطاقة في ساعات الذروة.

يعتمد هذا البرنامج على تقنيّة
مجرّبة وحقيقية.

هذه واحدة من التي دعاها الرئيس (أوباما)

"حجر الزاوية الأساسي لتحديث شبكة
الكهرباء الأميريكية."

ولكن، مثل العديد من الحلول التقنيّة،

لديها نقاط ضعف:

الأشخاص.

بجب على الأشخاص التسجيل.

ولجعل الأشخاص يتسجّلون،
أرسلت لهم شركة الكهرباء رسالة لطيفة،

أخبرتهم عن كافّة فوائد البرنامج،

وطلبت منهم أيضًا الاتصال بالخط السريع
إن كانوا مهتمين.

تم إرسال هذه الرسائل،

ولكن الهواتف، كانت صامتة.

لذلك عندما شاركنا، اقترحنا تغييرًا بسيطًا.

بدلًا من ذلك الخط السريع،

اقترحنا أن يستعملوا ورقة تسجيل والتي سوف
يضعونها في أقرب مكان لصناديق البريد

في أبنية الأشخاص،

زاد هذا من المشاركة بمعدل ثلاث مرّات.

لماذا؟

حسناً، جميعنا يعلم أن الأشخاص
يهتمون بما يقوله الآخرون عنهم،

أننا نحاول أن نظهر
كأشخاص كرماء ولطفاء،

ونحاول أن نتحاشى
بأن نظهر كأشخاص أنانيين أو سارقين.

سواءً كنا مدركين لذلك أم لا، هذا جزءٌ
كبير من سبب فعل الأشخاص للأشياء الجيدة،

والتغييرات الصغيرة التي تعطي الأشخاص
حافزًا إضافيًّا لفعل الخير،

هذه التغييرات بإمكانها صنع فرق كبير.

الاختلافات الصغيرة مثل الانتقال
من الخط السريع،

بحيث لم يكن أحد ليكتشف أعمالكم الجيدة،

إلى ورقة التسجيل

التي تجعل كل من يمرّ يرى أسماءكم.

في تعاوننا مع الحكومات
والمؤسسات غير الربحية والشركات،

عند محاولتنا جعل الأشخاص
يقومون بفعل المزيد من الخير،

فنحن نشحذ قوّة السمعة الشخصية.

ولدينا قائمة بسيطة لذلك.

وفي الحقيقة، أنتم تعرفون ما هو
أول بند من تلك القائمة.

هو رفع درجة الملاحظة،

لنضمن بأن الأشخاص
سوف يكتشفون الأفعال الجيدة.

الآن، انتظروا دقيقة، أنا أعلم
أن البعض منكم يفكرون غالباً،

ليس من المحتمل أبدًا
أن الأشخاص هنا فَكّروا:

"أوه، حسناً، الآن أنا أحصل على امتيازات
لأعمالي الجيدة،

الآن أصبح لهذا قيمة."

وأنتم مُحقّون.

عادةً، لا يحصل عليها الأشخاص.

أو بالأحرى، عندما يقومون بالقرار
بشكلٍ شخصي،

يقلقون على مشاكلهم الخاصّة،

حول ما سيضعونه على الطاولة للغداء
أو كيف سيدفعون فواتيرهم في الموعد المحدد.

ولكن، عندما نقوم بتوضيح قراراتهم أكثر،

يبدأون بالاهتمام أكثر
بفرص فعل الأعمال الجيدة.

بعبارة أخرى، ما يجعل منهجنا قويًّا

هو أنه من الممكن أن نوقظ رغبات الأشخاص
لعمل الخير،

في هذه الحالة، للمساعدة على الحدّ
من انقطاع التيار الكهربائي،

بالرجوع للملاحظة.

أريد أن أعطيكم مثالا آخر.

هذا المثال من تعاوننا

مع شركة غير ربحية تدفع الناس للتصويت،

بإرسال مئات الآلاف من الرسائل
خلال كل انتخابات

لكي تُذكر الأشخاص وتحفزهم على الذهاب
إلى مراكز الاقتراع.

اقترحنا إضافة العبارة التالية:

"قد يتصل بكم شخصٌ ما للحصول على معلومات
حول تجربتكم في مراكز الاقتراع."

هذه العبارة تجعل ذهابكم لمراكز الاقتراع
ملحوظًا أكثر،

وترفع درجة تأثير الرسالة بنسبة 50%.

وقد قَلّل جعل الرسائل فعالة
من تكلفة عناء جلب أصوات إضافية

من 70 دولار إلى حوالي 40 دولار.

تم استخدام تقنية الملاحظة للقيام بأشياء

مثل جعل الأشخاص يتبرعون بالدم
بشكلٍ متكرر.

من خلال سرد أسماء المتبرعين
بالصحيفة المحليّة،

أو من خلال دفع ضرائبهم بوقتها

وسرد أسماء المقصرين على موقع رسمي.

(ضحك)

ماذا عن هذا المثال؟

دفعت (تويوتا) المئات من الآف الأشخاص
لشراء سيارة تتميز بكفاءة استهلاكها للوقود

من خلال جعل سيارة "بريوس" فريدة من نوعها...

(ضحك)

وبأن أعمالهم الصالحة
كانت ملحوظة من على بعد ميل.

(ضحك)

حسناً إذاً، الملاحظة عظيمة،

ولكن جميعنا نعلم، وقد رأينا

أشخاصًا يضيّعون فرصًا لعمل الخير.

جميعهم رأوا أحداً ما يحتاج المال
على جانب الطريق

وجميعهم اخرجوا هواتفهم
ليبدوا منشغلين،

أو سيذهبون إلى المتحف ويمرّون بجانب
صندوق التبرعات بلا أدنى مبالاة.

تخيلوا أنه موسم العطلة

وأنتم ذاهبون إلى السوبر ماركت،
وهناك متطوع من جيش الخلاص،

يقرع جرسه،

بعد بضعة سنوات، الباحثون في سان دييغو

تعاونوا مع جهة محليّة "جيش الخلاص"
(جيش يساعد الفقراء)

لمحاولة إيجاد طرق لرفع التبرعات.

ما وجدوه كان مضحك قليلاً.

عندما كان المتطوعين يقفون أمام بابٍ واحد،

الأشخاص يتفادون العطاء بالذهاب
لناحية الباب الآخر.

لماذا؟

حسناً، لأنهم يستطيعون دائماً أن يدّعوا،
"أوه، لم أرى المتبرعين،"

أو، "أريد أن أحصل على شيء من هناك،"

أو، "هناك أركن سيارتي."

بعبارة أخرى، هناك الكثير من الأعذار.

وهذا ما يوصلنا إلى الغرض الثاني
على القائمة:

التخلص من الأعذار.

في وضع "جيش الخلاص"،

القضاء على الأعذار
تعني الوقوف بجانب البابين،

والتأكد بأنه عندما يقومون بذلك،

ترتفع التبرعات.

ولكن هنا تبدأ الأمور تصبح مضحكة،

ومضحكة أكثر.

الباحثون كانوا متواجدين في المصفّات بكثرة،

وكانوا يحصون عدد الأشخاص الذين يدخلون
ويخرجون من المتجر،

وكما لاحظوا أنه عندما يقوم المتطوعون
بالوقوف أمام البابين،

لم يعد الأشخاص يخرجون من المتجر أبداً.

(ضَحِك)

وبشكل واضح، كانوا متفاجئين من ذلك،
لذلك قرروا أن ينظروا لأبعد من ذلك،

وهذا عندما وجدوا أن هناك واحداً ثالث،
باب المرافق الصغير

عادةً يستخدمونه لإعادة التدوير...

(ضَحِك)

والآن الأشخاص يخرجون من ذلك الباب
لتجنب المتطوعين.

(ضَحِك)

رغم ذلك هذا يعلمنا درسًا مهمًا.

عندما نحاول القضاء على الأعذار،
يجب أن نتعمق جداً بها،

لأن الأشخاص مبدعين في صنعها.

(ضَحِك)

حسناً إذاً، أريد أن انتقل لوضع

حيث يكون للأعذار عواقب وخيمة.

ماذا إن قلت لكم أن أخطر مرض عالمي معدي
أصبح لديه علاج،

بالواقع، كان لديه ل 70 عام،

علاج جيد، علاج يعطي مفعوله تقريباً
بشكل يومي؟

إنه أمر لا يصدق، ولكنه حقيقة.

هذا المرض، هو مرض السّل.

يصاب به 10 مليون شخص في العام الواحد،

ويقتل حوالي المليونين منهم.

مثل برنامج منع قطع التيّار الكهربائي،
لدينا الحل.

والمشكلة هم الأشخاص.

الأشخاص يحتاجون بأن يأخذوا علاجهم

ليشفوا من المرض،

وأيضاً لا يدعوا الآخرين يصابون بالمرض

لعدة سنوات الآن، قمنا بالتعاون

مع شركة ناشئة طبية تدعى (كيهيلا)

لدعم مرضى السّل بفترة علاجهم.

الآن، عليكم فهم، أن علاج السّل،
هو صعبٌ جداً.

نحن نتكلم عن أخذ مضاد حيوي حاد جداً

كل يوم ولمدة ستة أشهر أو أكثر.

هذا المضاد قويٌ جداً والذي يجعلكم
مرضى جداً.

وسيجعلكم تشعرون بالغثيان والدوار.

وسيجعل لون البول ملون بألوان مضحكة.

وأيضاً هذه مشكلة لأنه يجب أن تعودوا
إلى المركز الطبي

تقريباً كل أسبوع لجلب المزيد
من حبوب الدواء،

وأيضاً في جنوب الصحراء الأفريقية
وفي أماكن أخرى حيث يعتبر السّل شائع،

الآن نتكلم عن مكان بعيد جداً،

وأخذ مواصلات بطيئة وصعبة،

ربما العيادة ليست فعّالة.

إذاً الآن أنتم تتكلمون عن أخذ إجازة
لباقي يوم العمل

من وظيفتك التي لا تتحمل خسارتها.

وأيضاً هو اسوأ عندما تعتبرون حقيقة أن
هناك وصمة عار كبيرة،

وأيضاً بكل يأس لا تريدون من الأشخاص
أن يعلموا بأن لديكم هذا المرض.

بعض من القصص الصعبة
التي سمعناها هي من امرأة

والتي، هي من هذه الأماكن التي يعتبر
فيها العنف المنزلي أمراً شائعاً

يخبرونا بأنه يجب أن نخفي هذا عن أزواجهم

أي قدومهم إلى العيادة.

إذاً ليس بالأمر المدهش
ألا يكمل الأشخاص علاجهم.

هل يمكن لمنهجنا لهذا أن يساعدهم؟

هل يمكننا حقاً جعلهم يلتزمون؟

أجل،

يومياً، نراسل المرضى لنذكرهم لتناول دوائهم

ولكن إن توقفنا هناك،

سيكون هناك جملة من الأعذار.

"حسناً، لم أر الرسالة."

أو، "تعلم، لقد رأيت الرسالة، ولكن بعد
ذلك نسيت تماماً،

وضعت الهاتف جانباً ونسيت الأمر كلياً."

أو، "تركتُ هاتفي عند أمي."

يجب علينا التخلص من هذه الأعذار

وذلك بسؤال المرضى

لتسجيل الدخول والتحقق بأنهم قد
تناولوا دوائهم.

وإذا لم يسجلوا دخولهم، نراسلهم مرة أخرى.

إذا لم سجلوا دخولهم، نراسلهم
مرة أخرى أيضاً

إذا، بعد ثلاث مرّات، لم يتحققوا،

نبلغ فريق من الداعمين

وذلك الفريق سوف يتصلون بهم ويراسلهم

ليحاولوا إرجاعهم للطريق.

لا مجال للأعذار.

طريقتنا، والتي، نعترف بأنها تستعمل
كل أنواع التقنيات السلوكية،

بما في ذلك كما رأيتم، الملاحظة،

كانت طريقة فعّالة للغاية

فالمرضى من دون دخولهم لمنصتنا

أكثر احتمالاً بثلاث مرات عدم إكمال علاجهم.

حسناً،

لقد رفعتم درجة الملاحظة،

ولقد قضتيم على الأعذار،

ولكن لايزال هناك شيء ثالث
يجب أن تكونوا مدركين له

لو أنكم ذهبتم إلى (واشنطن) العاصمة
أو (اليابان) أو (لندن)،

تعلمون بأن سائقي القطارات هناك

سيكونون حريصين على الوقوف على يمين
الدرج المتحرك

حيث يمكن للأشخاص المرور عبر الجهة اليسرى

ولسوء الحظ ليس في كل مكان هذه هي القاعدة

وهناك عدة أماكن
حيث يمكنك الوقوف في الجانبين

وملء السِلم الكهربائي.

بشكلٍ واضح، إنه من الأفضل للأخرين

عندما نقف على الجهة اليمنى وندعهم يمرون

ولكننا نتوقع أن نفعل ذلك
إلا في بعض الأماكن

هذه ظاهرة عامّة.

بعض الأحيان نتوقع أن نفعل الأفضل

وبعض الأحيان لا،

وهذا يعني أن الأشخاص هم فعلاً
مجموعة حسّاسة

ويتوقع منهم أن يفعلوا الخير
في مواقف معيّنة،

والذي يأخذنا إلى الشيء الثالث
والأخير بقائمتنا:

لتوصيل التوقعات،

لإخبار الناس،

"ليقوموا بفعل الأعمال الخير حالاً."

وهنا طريقة سهلة لإيصال التوقعات؛

ببساطة أخبروهم "مرحباً، أشخاص آخرون يقومون
بالأعمال الخير."

ترسل شركة (opwer) للأشخاص
في فاتورة الكهرباء

ملحق قصير يُقارن الاستهلاك الكهربائي
لأولئك الأشخاص

مع أشخاص منازلهم أحجامها مشابه لهم

وعندما يكتشفون بأن جيرانهم يستخدمون
طاقة أقل.

يبدأون باستهلاك طاقة أقل.

ونفس النهج، كان مستخدماً لجلب الأشخاص ليصوتوا
أو ليتبرعوا للجمعيات الخيرية

أو حتى إعادة استخدام مناشفهم في الفنادق.

ماذا عن هذه؟

هذه طريقة أخرى لإيصالات التوقعات،

ببساطة فعلها من خلال قول، "أفعلوا
الأعمال الجيدة" وبالوقت المناسب.

ماذا عن هذه؟

هذا المؤشر يعيد صياغة

نوع المهمة الدنيوية في إطفاء الأنوار

وتحويلها بدلاً من ذلك إلى مساهمة بيئية

اليت القصيد، هو عدة الطرق المختلفة
لفعل ذلك،

عدة طرق لتوصيل التوقعات.

فقط لا تنسوا فعل ذلك.

وها هي ذا.

هذه هي قائمتنا.

الكثير منكم يعمل في مشاكل مع
عواقب اجتماعية مهمة،

وبعض الأحيان تكون بحاجة إلى تحفيز
الأشخاص لفعل الخير.

الأدوات التي تعلمتموها اليوم يمكنها
مساعدتكم في هذه.

وهذه الأدوات لا تتطلب منكم أن تزيدوا
نفقات إضافية

أو تطوير أي من التقنيات البارعة للغاية

هي فقط تتطلب شحذ السمعة

من خلال رفع درجة الملاحظة.
وإقصاء الأعذار

وتوصيل التوقعات.

شكراً لكم.

(تصفيق)