فكر بسرعة وتحدث بذكاء | مات أبراهامز | TEDxMontaVistaHighSchool

مات أبراهامز، المحاضر وريادي الأعمال في جامعة ستانفورد. هو خبير في التواصل بين الأفراد والعروض التقديمية. وفي شرح حيثيات الكلام الارتجالي و الحديث أمام الجمهور. مات أبراهامز هو معلم ومدرب شغوف ومتعاون ومبتكِر. يدرّس التواصل الاستراتيجي والتواصل الفعال في كليّة الدراسات العليا للأعمال بجامعة ستانفورد. كما يشارك مات في تأسيس شركة Bold Echo Communications Solutions و إدارتها، وهي شركة تقدم مهارات التواصل والعروض التقديمية في وادي السليكون حيث تساعد الناس على تحسين مهاراتهم في العروض التقديمية. وقد عمل مع المدراء التنفيذيين للمساعدة في إعداد وتقديم العناوين الرئيسية وعروض الاكتتاب العام المتنقلة، بالإضافة إلى إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام، وتقديم محادثات TED .

وأخيراً، نشر مات مؤخراً الطبعة الثانية من كتابه "التحدث بلا خوف"، وهو كتاب ألّفه لمساعدة الناس في أن يصبحوا محاضرين أكثر ثقةً و إقناعاً ووثوقية. قبل التدريس، شغل مات مناصب قيادية عليا في العديد من شركات البرمجيات الرائدة، حيث أنشأ وتولى إدارة منظمات التدريب والتطوير العالمية.

قدمت هذه المحادثة في فعالية TEDx محلية باستخدام صيغة مؤتمرات TED وبتنظيم مستقل من المجتمع المحلي. لمعرفة المزيد يرجى التفضل بزيارة http://ted.com/tedx

الناس تكرهني.

الناس تخشاني.

كما ترون، أنا بروفيسور في التواصل.

وهؤلاء الناس الذين يخشونني ويكرهونني

هم من أكثر الناس الذين أعرفهم
ذكاءً وإبداعًا وريادة.

أنا أحترف استخدام أداة.

وهذه الأداة هي ما تجعلهم
يخشونني ويبغضونني

كبروفيسور، لدي القدرة على القيام
بما يسمى بـ"النداء المفاجئ"

حيث أنظر إلى طالبٍ وأقول: "ما رأيك؟

ما رأيك بالذي ناقشناه لتوّنا؟

كيف يؤثر هذا عليك؟"

وهذا يسبب الذعر

ليس فقط لطلابي، بل للجميع.

في اللحظة التي يتم استدعاؤنا بها
للحديث بوضوح،

هل سنتمكن من ذلك؟

الآن تأكدوا تماماً
أنني لم أقم أبداً بنداءٍ مفاجئٍ لطلابي

أظن أن هذا فظ، وأعلم أنه صعب.

لكن الناس تخشاه.

85% من الأشخاص يخافون الحديث أمام الناس.

وبصراحة تامة،
أظن أن نسبة 15% المتبقية يكذبون.

أظن أنه يمكننا أن نجد موقفاً
يشعرهم بالتوتر.

لذا هدفي اليوم هو أن أشارككم بعض النصائح
والأساليب التي يمكنكم استخدامها

لتساعدكم على أن تكونوا أكثر ثقةً وراحةً
عندما تتحدثون.

بعبارةٍ أخرى،
لتتمكنوا من التفكير بسرعة والتحدث بذكاء.

لفعل ذلك، سنتحدث عن أربع خطوات مختلفة.

أولاً، سنتحدث عن الأسلوب الذي سنتبعه.

بعدها، سنتحدث عن الجمهور الذين نخاطبهم،

السياق الذي نجد فيه أنفسنا،

وفي النهاية، الهيكليات التي نستخدمها
لإيصال رسائلنا.

لذا دعونا نبدأ بالحديث عن الأسلوب.

تعلمون أنه تم تذكيري بأهمية الأسلوب

منذ سنواتٍ عديدة،
عندما انتقلنا أنا وزوجتي للعيش معاً.

كنا نتشاجر بكثرة على أمورٍ تافهة

أمورٌ تحدث معظمها في حمامنا

أطلقنا عليها شجارات الحمام.

"غطاء كرسي الحمام مرفوع؟"

"غطاء كرسي الحمام مغلق؟"

أكبر شجارٍ خضناه أنا وزوجتي حتى الآن

كان عن معجون أسنان.

(ضحك)

زوجتي تقوم بلفه وأنا أقوم بعصره.

وجميع من تقومون بلفه

أنا أقدر لكم التحفة الفنية التي تبدعونها
من معجون أسنانكم.

لكن أتعلمون أن أفظع شيء قد يحدث لكم

أن يأتي شخص ويقوم بعصره
ويضيع كل الجهد الذي قمتم به.

لكن بالنسبة لي،
إخراج معجون الأسنان من غلافه هو فعل عدواني

أشعر بالقوة في الصباح وعند المساء.

(ضحك)

وقد نتشاجر بشكل مستمر على أمورٍ تافهة كهذه

وفي النهاية، زوجتي الأكثر ذكاءً مني

قالت: " لنأخذ وقتاً مستقطعاً.
مالذي نفعله؟ لقد تزوجنا لتونا.

نحن نحب بعضنا ومع ذلك نتشاجر طوال الوقت.

علينا أن ننظر إلى هذا بشكلٍ مختلف."

وحالما بدأنا ننظر إلى شجارات الحمام خاصتنا

كفرص،

فرص لنتعرف على بعضنا،
لنقوم بتنازلات، لنتعاون،

تغيرت الأمور.

وأقول لكم بسعادة،
أنه بعد 15 عاماً من الزواج،

لم نعد نتشاجر حول معجون الأسنان.

(ضحك)

نفس الأسلوب صحيح في التواصل.

معظمنا عندما نكون في المواقف
التي نحتاج فيها إلى التواصل،

نراها كتهديد.

نراها كفرص للفشل.

وأود اقتراح تغيير ذلك.

علينا أن ننظر إلى التواصل بطريقة منفتحة،

أن نراه كفرصة لمشاركة
أفكارنا ومعتقداتنا وابتكاراتنا.

وعندما يكون الانفتاح وجهة نظرنا،

سنندهش كيف أن الشيء الذي نخشاه

سيصبح شيئاً نعتنقه.

لذا فإن أول خطوةٍ لتواصلٍ فعّال

أن ننظر إليه بطريقة منفتحة.

لكن هذا ليس كافياً.

علينا أن نأخذ بعين الاعتبار
الجمهور الذي نتحدث إليه.

وبالنسبة لي، الطريقة التي ينبغي أن نتبعها
هي عكس الطريقة التي يتبعها معظم الناس.

معظمنا يفكر: "هذا ما أريد قوله"

أو: "هذا ما أحتاج أن أقوله".

أريد القول أن ذلك خاطئٌ تماماً.

عليك أن تفكر:
"ما الذي يحتاج جمهوري أن يسمع؟"

ويبدو كجوجوتسو لفظي حين أتلاعب بالكلمات
(جوجوتسو أنماط قتالية يابانية)

لكن في الحقيقة هذا فارقٌ جوهري.

إذا سألت نفسي: "ما الذي يحتاجه جمهوري؟"

هذا يجعلني في خدمة جمهوري.

الأمر متعلقٌ باحتياجاتهم.

ولأتمكن من فهم احتياجاتهم
عليّ أن أقوم ببعض الاستطلاع.

عليّ أن أسأل نفسي من هم جمهوري؟

باعتقادي هناك ثلاثة أشياء علينا أن نسألها
عن جمهورنا. وهي:

"ما هي معرفتهم؟"

"ما هو مدى اطلاعهم"

وفي حال لا يملكون المعرفة الكافية

"ما الذي يمكننا فعله لتعزيز المعلومة

حتى يمتلكوا الأدوات التي يحتاجونها؟"

بالإضافة إلى المعرفة،

علينا أن نفكر بتوقعاتهم.

وما أعنيه بالتوقعات، مالذي يتوقعونه مني.

معظم الجمهور على درايةٍ
بأنواع العروض التقديمية التي تقدمها.

ربما هو عرضٌ ترويجي،

أو نوع من الإعلان أو التسويق،

ربما هو محادثة TED.

جمهورك قد سبق وسمع بهذه الأنواع
من العروض التقديمية.

لذا ما الذي يتوقعونه منك؟

وبعدها تختار فيما إذا كنت ستلبي
توقعاتهم أم لا.

أتعلمون، لدي ولدين شابين،

وتعلمت أن مخالفة توقعاتهم أحياناً،

هي فعلياً من أكثر الأمور التي يمكنني فعلها
تأثيراً على التواصل الذي نحتاجه.

أبنائي يغضبونني أحياناً.

وعندما يقومون بذلك، كنت أرفع صوتي دون جدوى

لم يحدث شيء.

كان يتم تجاهلي.

وهذا صعب بالنسبة لشخص متخصص بالتواصل.

لذا ما بدأت بفعله

عندما أكون غاضباً بشدة من أبنائي،

أن أخفض صوتي.

وعندها كانوا يتجمدون في مكانهم.

مخالفة التوقعات أحياناً
قد تساعدك فعلاً كمُحاور.

آخر أمر علينا أن نفكر به: "ما هي مواقفهم"

الطريقة التي تتبعها في تواصلك

يتم استلهامها من رأي جمهورك
بالذي تتحدث عنه.

هل هم مؤيدون له؟ هل يعارضونه؟

هل هم مترددون؟ أم محايدون؟

هذه هي النقاط التي يجب أن تسألها لنفسك
عندما تتواصل معهم.

لذا علينا أن نقدّر جمهورنا.

عندما كان ابني الأكبر في الحضانة،
قمت بتطوع.

أتيت إلى صفه،

وكان على المعلمة أن تغادر
لتلقي مكالمةٍ أو ما شابه

وكنت مسؤولاً عن مشروعٍ فني

أوه، ويا لها من غلطة.

كان الأطفال يركضون في كل مكان

كنت أقول: "توقف عن هذا جوني
سالي توقفي عن فعل ذلك"

لم يستمع إليّ أحد.

عادت المعلمة شبيهة يودا
(شخصية من فيلم ستار وورز)

ورأت الفوضى التي حدثت
في فترة غيابها القصيرة

وببساطة نظرت إلى الأطفال،

وبدأت بمكافأة التصرف الإيجابي.

قالت: "جانيت، كم هي لطيفة الطريقة
التي رتبتي فيها ألوانك".

"ساميول، شكراً جزيلاً لأنك تسير
حاملاً المقص"

(ضحك)

توقف التلاميذ بمكانهم وغيروا تصرفهم.

تعلمت عندها أنه عليك فهم جمهورك
واحتياجاتهم.

وحتى هذا اليوم، أحاول تطبيق هذه المبادئ.

كما تعلمت أيضاً أنه لا يمكنني أبداً تدريس
طلاب المرحلة الابتدائية.

إذا كان الشعور بالذنب والخزي لن ينفعا،
لا يمكنني تدريسهم.

(ضحك)

لذا معرفة جمهورك أمرٌ مهمٌ للغاية.

لكن بالإضافة إلى معرفة جمهورك،

عليك أن تأخذ بعين الاعتبار
سياق الكلام الذي تتحدث به.

كلما تحدثت يكون الحديث في سياقٍ معين.

وبالنسبة لي، سياق الحديث
يكون بمجموعة من التصنيفات المختلفة

أول ما علينا التفكير به بخصوص السياق
هو الوقت.

ما هو الوقت من اليوم الذي ستتواصل به؟

إذا كنت تتحدث باكراً في الصباح،

ربما عليك أن تتحدث بحيويةٍ أكبر

لإبقاء الناس متيقظين.

الشيء ذاته بعد الغداء حين يدخلون في غيبوية
طعام (حالة خمول شديد بعد تناول الطعام)

قمت بتدريس المرحلة الثانوية منذ عدة سنوات.

ولا أعتقد أن مديرتي كانت تحبني كثيراً

لأنها كلفتني بتدريس الطلاب المستجدين
قبل وقت الغداء وبعده مباشرةً.

وإذا كنت تعلم أي شيءٍ عن الشباب
في عمر 14 و15 عاماً،

فلا بد أنك تعلم أنهم يحتاجون الكثير
من الطعام والكثير من الخبرة الاجتماعية.

لذا عندما حان وقت أول درسٍ لي مع المستجدين
وذلك بعد حضورهم 4 ساعات من الصفوف الأخرى

كانوا بغاية التعب.

كانوا بالكاد يتحركون، ناهيك عن أن يفكروا.

بعد الغداء مباشرةً،
عندما انضمّت إليّ الدفعة الثانية،

كانوا مفعمين بالطاقة بسبب طعامهم
والكافيين الذي تناولوه وأصدقائهم.

كان الوضع جنونياً في فصلي.

وكان عليّ تعليمهم الشيء نفسه.

كيف فعلتها؟

غيّرت أسلوب تعليم الصف.

الصف قبل الغداء كان متعاوناً بشكل كبير.

كان الناس يتفاعلون
وهناك العديد من النشاطات.

بعد الغداء، كان الطلاب أكثر هدوءاً.

عليك أن تحدد السياق والتوقيت
لتكون رسالتك مؤثرة.

كما يتضمن السياق المشاعر أيضاً.

معظمنا عندما نتواصل نفكر بالمعلومة.

ما يوجد في عقلي وقلبي
وأحتاج أن أوصله إليك؟

لكننا أيضاً نوصل شعوراً.

ربما نحاول أن نحمّس الناس ونحفزهم.

ربما نحاول إخافتهم،

أو نخلق الأساس المحفز الذي يدفعهم للتغيير.

أحياناً نحاول زرع الثقة بالنفس فقط.

عليك أن تؤمن بما أقوله.

لكن علينا أن نفكر بالشعور
كما نفكر بالفكرة.

آخر جزء من السياق متعلق بالمكان الفيزيائي
الذي تتحدث فيه.

الموقع مهم.

في يومٍ سابقٍ قرأت في الصحيفة

أن فتاة الكشافة في ولاية كاليفورنيا
هذه السنة

التي باعت أكبر كمية من بسكويت الكوكيز
خلال تجمع البسكويت السنوي لفتيات الكشافة

أقامت متجرها أمام مستوصف طبي للماريغوانا.

فباعت أكبر كميةٍ من البسكويت.

الموقع مهم.

فكر بطريقة إعداد الغرفة.

فكر بالبيئة: هل هي واقعية أو افتراضية؟

هذه التفاصيل تغير الطريقة التي تتواصل بها.

علينا أن نفكر بالموقع.

إذاً الأسلوب الذي نتبعه مهم.

جمهورنا مهم.

السياق الذي نجد أنفسنا فيه مهم.

كذلك الطريقة التي نبني بها رسالتنا.

من الأسهل للأشخاص فهم المعلومات
عندما تكون مبنيةً بشكلٍ صحيح.

في الواقع نحن نتذكر المعلومات بشكلٍ أفضل
بنسبة 40% عندما تكون مبنيةً بشكل جيد.

ما الذي أعنيه بهذا؟

بعض المستمعين بينكم
أصغر في العمر من أن يتذكروا،

لكن أنا ومن هم في مثل عمري،

عندما أردنا أن نتصل بأحدهم على الهاتف

كان يتوجب علينا أن نتذكر رقم هاتفه.

أبنائي اليوم ينظرون إلى صورة ويضغطون زراً

ليبدأ الشخص الآخر بالتحدث معهم على الهاتف.

كانت الأمور أصعب بالنسبة لنا.

كان علينا أن نتذكر 10 أرقام.

من الصعب تذكر 10 أرقام.
لذا ما الذي فعلناه؟

وضعناهم بالبنية التالية:
3-3-4

هكذا كنا نتذكرهم.

هذا ما أعنيه بالبنية.

حيث يتم تقديم المعلومة بطريقةٍ تجعلها
سهلة التذكر.

ليس بالنسبة لك كمتحدثٍ فقط
بل للجمهور كذلك.

الآن، أنا لدي العديد من البنى المفضلة.

أنتم ترون بعض البنى هنا خلفي.

أول بنية هي بنية التسلسل الزمني:
ماضي - حاضر - مستقبل.

هذا ما كانت عليه الأشياء.

هذا ما هي عليه اليوم.

هذا ما ستكون عليه في المستقبل.

يمكن لبنية التسلسل الزمني أن تساعدك فعلاً

في قيادة جمهورك من مكانٍ إلى الذي يليه.

بصراحةٍ تامة، البنية تحدد التوقعات.

لا يمكن أن تتوه إذا كانت لديك خريطة.

بنيتك تؤمن خريطة.

وبنية التسلسل الزمني مساعدة لذلك
بشكلٍ لا يصدق.

النوع التالي من البنى هو بنية:
المشكلة - الحل - الفائدة.

هذه من أكثر البنى إقناعاً.

تبدأ بشرح ماهية المشكلة.

تتحدث عن كيفية حلها، ثم فوائد حلها للناس.

أخيراً، بنيتي المفضلة
والتي أستخدمها غالباً

أدعوها "ماكيفر البنى" (ماكيفر: بطل حرب
مشهور بقدرته على حل المشاكل)

هذه البنية يمكن أن تتجاوز بها أي موقف

وهي بنية:
ماذا - وإن يكن - ماذا الآن.

تبدأ بإخبار الناس ما هي المشكلة.

تخبرهم سبب جدّيتها في خطوة "وإن يكن".

ثم تخبرهم ما التالي؟ مالقادم.

إنها كالسكين السويسري الحربي.

يمكن أن تستخدمها إذا كنت تدرّس.

يمكن أن تستخدمها إذا كنت تحاول تحفيز الناس

حتى يمكنك استخدامها إذا كنت تعرّف عن أحدهم

فقط غيّر "ماذا" إلى "من" ويصبح لديك عرضاً.

البنية تساعد في إبقاء جمهورك مركزين
وضمن الموضوع.

عندما كنت طالباً جامعياً
عملت كدليل جولات.

كان العمل الأعلى أجراً في الحرم الجامعي،

وكم كنت بحاجةٍ للمال.

تدربت لمدة 12 أسبوعاً لأكون دليل جولات.

تعلمت العديد من الحقائق المثيرة
- بعضهم يقول عديمة الفائدة - عن جامعتي،

حقائق تم حفرها في رأسنا،
بالإضافة إلى كيفية المشي إلى الخلف.

والذي أستطيع فعله وبخطٍ مستقيمٍ
إلى يومنا هذا

أهم شيءٍ علمونا إياه،

قالوا: قبل كل شيء،

لتكون دليل جولاتٍ ماهراً في هذه المؤسسة،

عليك ألّا تفقد جمهورك.

أنت دليلٌ سيىء إذا تاهت مجموعتك.

ويعتبر الشيء ذاته صحيحاً عندما تتحدث.

البنية تبقي الناس مركزين.

نحتاج إلى البنية.

لذا نرى هنا أن هذه الأدوات،

الأدوات التي تساعدنا في جعل جمهورنا
مشاركين معنا ومرتبطين بحديثنا

وتساعدنا بإيصال رسالتنا

هي الأدوات نفسها التي ساعدت طلابي
في أن يتعلموا حب التحدث

ويتعلموا أن يقوموا بذلك باحتراف.

الأمر عبارة عن اللأسلوب الذي تتبعه،

والجمهور،

والسياق،

والبنية.

أبحث دائماً عن أمثلةٍ عن هذا
لتساعد الناس في الفهم.

وفي يومٍ سابق، كنت أتناول إفطاري،

ونظرت عبر الطاولة إلى حليب الصويا خاصتي،

وقلت: "أتعلم؟ هذا مثالٌ رائع."

فكروا في الأمر، حليب الصويا
من ماركة "سيلك".

حليب الصويا من "سيلك"
موجّه لفئةٍ محددةٍ من الجمهور:

موجّه إلى الأشخاص المهتمين
بتناول الطعام الصحيّ،

أو الأشخاص الذين يعانون
من عدم تحمل اللاكتوز.

اسم الشركة عبارة عن الجمع بين الكلمتين
صويا (سوي) وحليب (ميلك)

"سيلك".

إنها تتحدث إلى رغبة الجمهور

بالحصول على شيءٍ غني، شيءٍ مكلف، شيءٍ لذيذ

إنها مناسبةٌ للوقت، وبسياقٍ مناسب،
وببيئةٍ مناسبة.

إذا لاحظتم عند شرائكم حليب الصويا من"سيلك"
تجدونه بجانب الأنواع الأخرى من الحليب.

لم يكن يوضع هناك في السابق.

كان يوضع في ممر الأغذية الصحية.

يوضع الآن بجانب الحليب.

سوّقوا له وغلفوه بنفس طريقة الحليب العادي.

بنية الاسم مقنعةٌ للغاية.

لنواجه الأمر. كان يمكن أن يسموه "موي"،

ولن يشتريه أحدٌ عندها، أليس كذلك؟

لذا إذا فهمت الرسالة بشكلٍ جيد
وأوصلتها بشكلٍ فعال،

يمكنك تحقيق فارقٍ كبير.

إذاً ما أتمناه لكم هو ما أتمناه لكل طلابي:

تواصلٌ جريءٌ يكون بشكلٍ واثقٍ ومقنع.

وأريد أن يتردد صدى رسالتك
لفترةٍ طويلةٍ بعد مغادرتك الغرفة.

وهذه مهاراتٌ في متناول يديك.

إنها تتطلب ممارسةً فقط
والقليل من الأسلوب الإيجابي.

شكراً لكم.