-
(الصمدية)
-
هي كلمة سنسكريتية قديمة،
حيث لا يوجد مصطلح حديث يعادلها.
-
شكّل صنع فيلم عن (الصمدية) تحدّياً كبيراً.
-
فـ(صمدية) تشير إلى تعبير
لا يمكن وصفه على مستوى العقل.
-
هذا الفيلم هو مجرد
تجلّي خارجي لرحلتي الداخلية.
-
والقصد من ذلك هو ليس تعليمك عن (الصمدية)،
أو تقديم معلومات يستوعبها عقلك
-
ولكن لإلهامك لاكتشاف مباشر
لطبيعتك الحقيقية.
-
(الصمدية) مهمة في وقتنا الحالي
أكثر من أيّ وقت مضى.
-
نحن في عصر لم ننس فيه (الصمدية) فحسب،
-
بل نسينا ما كنّا قد نسيناه.
-
وهذا النسيان هو (مـايـا)، أو "وهَم الذات".
-
كبشر يعيش معظمنا مغمور في حياته اليومية،
ونقضي القليل منها بالتفكَر في ماهيّتنا.
-
لم نحن هنا ؟، أو أين نحن ذاهبون ؟.
-
ومعظمنا لم يدرك الذات الحقيقية، الروح،
أو ما أطلق عليها (بوذا) بـ"أنـاتـا"
-
والتي لا يحدّها اسم أو
شكل، ولا يحيط بها فكر.
-
ونتيجة لذلك نعتقد أننا
هذه الأجساد المحدودة.
-
نعيش في خوف، سواء بوعي أو بغير وعي،
معتقدين أن الجسم المادي المحدود
-
الذي نحدد أنفسنا به، سوف يفنى.
-
في عصرنا الحالي الغالبية العظمى من الناس
الذين يزاولون طقوساً دينية أو رياضات
-
روحية مثل (اليوغا)، الصلاة، التأمل،
التراتيل أو أيّ نوع من الطقوس
-
يمارسون تقنيات محددة ومشروطة.
-
مما يعني أنها مجرد جزء من تركيبة الذات الأنانية.
-
السعي والمسعى ليسا المشكلة، بل الظن بأنك وجدت الحل
-
في مظهر خارجي هو المشكلة.
-
الروحانية في كثير من أشكالها لا تختلف عن التفكير المَرضي
-
الذي يجري في كل مكان.
-
وهي إرباك إضافي للعقل.
-
مزيد من الأفعال البشرية، تناقض الوجود الإنساني.
-
الذات الأنانية تريد المزيد من المال، المزيد من السلطة،
المزيد من الحب، المزيد من كل شيء.
-
والذين يتبعون الدرب الروحي المزعوم يرغبون
بأن يكونوا أكثر روحانية، أكثر يقظة، وأكثر اتزاناً،
-
أكثر سلاماً، وأكثر استنارة.
-
الخطر الذي يحدق بك لمشاهدتك هذا الفيلم هو أن عقلك
سوف يرغب بإحراز (الصمدية).
-
والأكثر خطورة هو أن عقلك قد يعتقد أنه أحرز (الصمدية).
-
كلما كانت هناك رغبة في تحقيق شيء ما
يمكنك أن تتأكد بأن ذلك من الأفعال المعتادة
-
للذات الأنانية.
-
(الصمدية) ليست عبارة عن تحقيق أو إضافة أيّ شيء لنفسك.
-
لإحراز (الصمدية) عليك أن تتعلم أن تموت قبل أن تموت.
-
الحياة والموت مثل الين واليانج - سلسلة متصلة لا يمكن فصلها.
-
تتمظهر دوماً، بلا بداية ولا نهاية.
-
عندما نرفض الموت، نرفض الحياة أيضاً.
-
عندما تعش حقيقة من أنت مباشرة،
لا يبقى هناك أيّ خوف من الحياة
-
أو الموت.
-
مجتمعنا وثقافتنا حددوا لنا من نحن، وفي نفس الوقت
-
نحن عبيد لرغبات ودوافع منفره باطنية بيولوجية
عميقة لا واعية تسيّر خياراتنا.
-
والذات الأنانية ليست أكثر من باعث للتكرار.
-
ببساطة هي المسارالذي اتخذته الطاقة مرة
وميلان هذه الطاقة لاتخاذ المسار ذاته مجدداً.
-
ولا يهم ما إذا كان هذا المسار إيجابياً
أم سلبياً بالنسبة للكائن الحي.
-
هناك مستويات لا متناهية من الذكريات أو العقل،
دوامات حلزونية بداخل دوامات حلزونية.
-
عندما يتماهى وعيك مع عقلك أو مع الذات الأنانية،
فهو يربطك بتركيبة اجتماعية،
-
يمكنك أن تسميها المصفوفة.
-
هنالك جوانب من الأنا يمكن أن نكون
واعيين لها، ولكن يبقى اللاوعي،
-
والبرمجات البالية، والمخاوف الوجودية البدائية،
هي التي في الواقع تقود الآلة بأكملها.
-
أنماط لا حصر لها من التلهّف نحو اللذة
وتجنب الألم تتحول إلى
-
سلوكيات مرضية ... أعمالنا ... علاقاتنا ... معتقداتنا،
-
وحتى أفكارنا, وطريقة معيشتنا كلها.
-
كما القطيع، كثير من الناس يعيشون ويموتون خاضعين،
يغذّون المصفوفة بتقديم حياتهم لها.
-
نعيش حياة محدودة لأنماط ضيقة.
-
حياة مليئة بالكثير من المعاناة في غالبها،
ولم يخطر ببالنا أن بإمكاننا
-
أن نكون أحراراً.
-
من الممكن التخلّي عن حياة ورثتها من الماضي،
-
لتعيش تلك الحياة التي تترقّب انبثاقها من عالمنا الداخلي.
-
لقد ولدنا جميعاً في هذا العالم بأجسام مسيّرة بيولوجياً،
ولكن من دون وعي على الذات.
-
غالباً عندما تنظر إلى عينيّ طفل صغير لا تجد
أيّ أثر للذات، وإنما فقط فراغ مضيء.
-
والشخص الذي ينمو عليه هو قناع يلبسه فوق وعيه.
-
شكسبيرقال: "العالم برمّته كالمسرح،
وجميع الرجال والنساء مجرد ممثلين فيه".
-
في الفرد المستيقظ، يشعّ الوعي
من وراء الشخصية، من وراء القناع.
-
عندما تكون مستيقظاً،
لم تعد تعرّف نفسك من خلال شخصيتك.
-
ولا تعتقد أنك الأقنعة التي ترتديها.
-
ولكنك لا تتخلى عن تمثيلك دوراً. عندما نحدد أنفسنا من خلال شخصياتنا،
فهذه هي (المايا)، وهم الذات. و(الصمدية) هي الاستيقاظ من وهم الشخصية
في مسرحية الحياة.
-
بعد 2400 عام من تأليف (أفلاطون) لـ"الجمهورية"،
لاتزال البشرية تشق طريقها
-
للخروج من الكهف الذي وصفه في كتابه.
-
في الواقع ربما نحن منشلّون بالوهم الآن
أكثر من أيّ وقت مضى.
-
وصف (أفلاطون) على لسان (سقراط) مجموعة من الناس
يعيشون مقيدين بسلاسل في كهف طول حياتهم،
-
مواجهين لجدار فارغ.
-
كل ما يستطيعون رؤيته هو ظلال الأشياء المنعكسة على الجدار
-
التي كانت تمرّ أمام النارمن خلفهم.
-
مسرح العرائس هذا أصبح عالمهم.
-
وفقاً لـ(سقراط)، كانت الظلال أقرب ما يمكن للسجناء رؤيته
-
من الواقع.
-
وحتى بعد أن تم إخبارهم عن العالم الخارجي
ظلوا مؤمنين بأن الظلال أمامهم
-
هي كل ما هو موجود.
-
حتى لو شكو بأن هناك شي آخرغيرها
كانوا غير راغبين في التخلّي عن
-
ما هو مألوف.
-
حال الانسانية اليوم مثل الذين يرون فقط
الظلال على جدار الكهف.
-
الظلال هي تمثيل لأفكارنا.
-
العالم من خلال الفكر هو العالم الذي نعرفه فقط.
-
و لكن هنالك عالم آخر يتجاوز الفكر.
-
يتجاوز العقل الثنائي.
-
هل أنت مستعد لمغادرة الكهف ؟،
لترك كل ما تعرفه لتتعرف على حقيقة
-
من أنت ؟
-
لإحراز (الصمدية) من الضروري أن
تشيح بنظرك بعيداً عن الظلال،
-
بعيداً عن الافكار باتجاه النور.
-
عندما يكون الشخص معتاداً على الظلام فقط،
عليه إذن أن يعتاد تدريجياً على النور.
-
كما التأقلم مع أيّ نموذج جديد،
يتطلب فعل ذلك إلى الوقت والجهد، والرغبة
-
باكتشاف الجديد وترك القديم أيضاً.
-
يمكن تشبيه العقل كفخ للوعي، كمتاهة أو سجن.
-
ذلك لا يعني أنك محبوس في سجن، بل أنت السجن.
-
والسجن عبارة عن وهم.
-
إذا كنت تحدد نفسك من خلال ذات وهمية فأنت نائم.
-
بمجرد أن تعي وجود السجن،
وتقوم بالمحاربة للخروج من الوهم،
-
عندها تعامل الوهم كأنه حقيقة وتبقى نائماً،
باستثناء أن الحلم الآن أصبح
-
كابوساً.
-
ستظل تلاحق وتهرب من الظلال للأبد.
-
(الصمدية) هي الإستيقاظ من حلم الذات المنفصلة أو الذات الأنانية.
-
(الصمدية) هي الإستيقاظ من التماهي مع السجن الذي اسميه (أنا).
-
لن تكون حراً بحق لأنك حيثما ذهبت ستجد سجنك معك.
-
الاستيقاظ ليس عبارة عن التخلص من العقل
أو المصفوفة، بل على العكس، عندما تكون
-
غير متماهٍ معه، عندها يمكنك تجربة مسرحية الحياة بملئها.
-
والإستمتاع بالعرض كما هو، بلا رغبة أو خوف.
-
في التعاليم القديمة، كان يطلق على ذلك بـ
(ألعوبة "ليلا" الإلهية): التي تتضمن
-
اللعب في ثنائية.
-
الوعي الانساني عبارة عن سلسلة متصلة.
-
على جانب، يتماهى البشر مع الذات المادية.
-
وعلى الجانب المعاكس توجد (الصمدية)، منتهى الذات.
-
كل خطوة نخطوها في السلسلة المتصلة
بإتجاه (الصمدية)، تقلّ معها المعاناة.
-
ومعاناة أقل لا تعني حياة بدون ألم.
-
فـ(الصمدية) تتجاوز ثنائية الألم واللذة.
-
مما يعني وجود عقل أقل وذات أقل، يخلقان مقاومة
-
لكل ما يتجلّى، وهذه المقاومة هي ما يخلق المعاناة.
-
إحراز (الصمدية) ولو لمرة يسمح لك
برؤية ما يقبع عند الجانب الآخر لتلك السلسلة المتصلة.
-
أن تدرك وجود شيء آخر عدا عن العالم المادي والنزعة الذاتية.
-
عندما يتحقق عدم وجود تركيبة للذات المزيفة
في (الصمدية) نجد بأنه لم يعد هناك تفكير أناني،
-
لا ذات, لا ثنائية, ومع ذلك تبقى الأنا، "أناتا" أو اللاذات.
-
في ذلك الفراغ يطلع فجر "براجنا" أو الحكمة،
الإدراك الذي تحظى به الذات الباطنية
-
بعيداً عن مسرحية الثنائية، ومتجاوز لكامل السلسلة المتصلة.
-
الذات الباطنية هي سرمدية، لا تتغير، ولحظيّة دائماً.
-
التنوّر هو دمج دوامة البدائية، والعالم المتجلّي المتغير باستمرار
-
أو "اللوتس" الذي يتكشّف فيها الزمن، مع وجودك الخالد.
-
برمجتك الداخلية تنمو مثل زهرة تتكشف
باستمرار كلما امتنعت عن التماهي مع الذات،
-
متحولاً إلى جسر حي بين عالم الفناء والسرمدية.
-
مجرد إدراك الذات الباطنية يعتبر فقط بداية درب المرء.
-
معظم الناس سيضطرون لإختبار وخسارة (الصمدية)
مرات لا تحصى خلال تأملهم
-
قبل أن يتمكنوا من دمجها مع جوانب أخرى في الحياة.
-
ليس من غير المألوف أن يكون لديك رؤى عميقة
تسبر طبيعة وجودك أثناء ممارسة التأمل
-
أو عند إحراز الذات، إلا وتجد نفسك وقعت
مجدداً في نفس الأنماط القديمة،
-
متناسياً حقيقة من تكون.
-
لإحراز ذلك السكون أو الفراغ في جميع جوانب الحياة والذات،
-
يعني أن تصبح فراغاً راقصاً مثل كل الأشياء.
-
السكون ليس منفصلاً عن الحركة.
-
وليس عكس الحركة.
-
في (الصمدية)، يعتبر السكون متماثلاً مع الحركة،
والشكل متماثل مع الفراغ.
-
وهذا عديم المعنى بالنسبة للعقل
لأن العقل هو تجلٍّ عن الإزدواجية.
-
(رينيه ديكارت)، والد الفلسفة الغربية،
اشتهر بمقولته: "أنا أفكر، لهذا...
-
...أنا موجود".
-
لا توجد عبارة أخرى كهذه تتضمن بوضوح
سقوط الحضارة والتماهي على نطاق كامل
-
مع الظلال المنعكسة على جدار الكهف.
-
كان خطأ (ديكارت)، مثل خطأ جميع البشر تقريباً،
هو المساواة بين الوجود الجوهري
-
مع التفكير العقلاني.
-
في بداية أطروحته الشهيرة، كتب (ديكارت)
قائلاً أن كل الأشياء تقريباً يمكن
-
أن تكون مدعاة للشك؛ يمكنه أن يشك
في حواسه، بل وحتى أفكاره.
-
وبالمثل في أقوال "كلاما سوترا" المأثورة
قال (بوذا) أنه من أجل تحرّي الحقيقة،
-
لابد للمرء أن يشك في كل التقاليد، والكتب المقدسة،
والتعاليم وجميع مضامين العقل
-
والحواس.
-
بدأ كل واحد منهما بشكوكية كبيرة،
ولكن الفرق بينهما أن (ديكارت) توقف
-
تساؤله عند حدود الفكر،
في حين (بوذا) ذهب أعمق متوغلاً
-
أعمق مستويات العقل.
-
لو كان (ديكارت) تجاوز حدود عقله المفكّر،
ربما أمكنه إدراك طبيعته الحقيقية
-
ولكان الوعي الغربي مختلفاً جداً في عصرنا.
-
بدلاً من ذلك، وصف (ديكارت) إمكانية
وجود شيطان شرير له القدرة على إبقائنا
-
تحت حجاب من الوهم.
-
لم يدرك (ديكارت) طبيعة هذا الشطيان الشرير.
-
كما هو الحال في فيلم المصفوفة، قد نكون
جميعاً متصلين إلى برنامج مدروس يغذينا
-
بعالم من الأحلام الوهمية.
-
في الفيلم، عاش البشر حياتهم في المصفوفة،
بينما على مستوى آخر
-
كانوا مجرد بطاريات، يغذون قوة حياتهم
إلى آلات تستخدم طاقتهم
-
لأجل تحقيق أهدافهم الخاصة.
-
يسعى الناس دوماً إلى إلقاء اللوم على أسباب خارجة
عن أنفسهم لما يحدث في العالم
-
وحصول تعاستهم.
-
سواء كان ذلك شخص، جماعة معينة أو بلد،
الدين أو نوعية من المسيطرين المتنوّرين
-
مثل شيطان (ديكارت)، أو آلات واعية كما في فيلم المصفوفة.
-
ومن المفارقات أن الشيطان الذي تصوّره (ديكارت)
هو الشيء نفسه الذي عرّف نفسه بواسطته.
-
عندما نحرز (الصمدية)، يصبح من الواضح
أن هناك مسيطر، وهناك آلة،
-
وشيطان شرير يستنزف حياتك يوماً بعد يوم.
-
والآلة هي أنت.
-
تتكون تركيبة ذاتك من العديد من البرمجيات
الفرعية المكيّفة أو زعماء صغار.
-
زعيم صغير يشتهي الطعام، وآخر يشتهي المال،
وآخر الجاه، المنصب، السلطة،
-
والجنس، والعلاقات الحميمة.
-
آخر يريد البصيرة أو الإهتمام من الآخرين.
-
الرغبات لا نهاية لها ولا يمكن إشباعها أبداً.
-
نضيع الكثير من وقتنا وطاقتنا بتزيين سجوننا،
وننصاع للضغوط لأجل تحسين أقنعتنا
-
وتغذية الزعماء الصغار، مما يجعلهم أكثر قوة.
-
مثل مدمني المخدرات، كلما حاولنا إرضاء
الزعماء الصغار، ازددنا شهوة.
-
الطريق إلى الحرية ليس في تحسين الذات،
أو إرضاء أهداف الذات بطريقة ما،
-
بل يكمن في إسقاط أهداف الذات تماماً.
-
بعض الناس يخافون أن إيقاظ طبيعتهم الحقيقية
يعني خسارتهم لفرديتهم الخاصة
-
والتمتع بالحياة.
-
في الواقع، فإن العكس هو الصحيح؛
لا يمكن التعبير عن فردانية الروح
-
إلا عندما يتم التغلب على الذات المسيّرة.
-
لأننا لا نزال نائمين في المصفوفة
فإن معظمنا لا يعرف ما تريد الروح
-
أن تعبر عنه.
-
الطريق إلى (الصمدية) يتطلب التأمل،
والذي هو مراقبة الذات المبرمجة؛
-
التي يعتريها التغير، وإدراك طبيعتك الحقيقية؛ التي لا تتغير.
-
عندما تصل إلى نقطة سكونك، إلى مصدر وجودك،
كن في انتظار مزيد من التوجيهات
-
من دون أيّ إصرار على فهم كيفية تغيير عالمك الخارجي.
-
لن تكون إرادتي الفاعلة، بل الإرادة العليا ستتم.
-
إذا كان العقل يحاول فقط تغيير العالم الخارجي
ليتوافق مع فكرة ما عمّا تعتقد
-
أن الدرب يجب أن يكون عليه، فهذا مثل محاولة تغيير
الصورة في المرآة عن طريق التلاعب
-
بالانعكاس.
-
لجعل الصورة في المرآة تبتسم من الواضح
أنه لا يمكنك التلاعب في الانعكاس،
-
عليك أن تدرك أنك أنت هو الأصل الحقيقي للإنعكاس.
-
عندما تدرك الذات الأصيلة، فلا ضرورة
أن يصبح أيّ شيء في العالم الخارجي
-
بحاجة إلى تغيير.
-
الذي يتغييرهو الوعي، الذكاء، الطاقة الداخلية
أو "البرانا" التي يتم تحريرها من
-
أنماط مبرمجة مسيّرة وتصبح متوفرة
لتكون موجّهة من قِبل الروح.
-
يمكنك أن تصبح واعياً لغرض الروح عندما تقدرعلى مراقبة
-
الذات المسيّرة ومساعيها التي لا تنتهي،
ثم التخلي عن تلك المساعي.
-
في الأساطير اليونانية، قيل أن الآلهة عاقبوا (سيزيفوس)
من خلال تكرار مهمة عقيمة
-
حتى الأبد.
-
مهمته هي تكرار دفع صخرة لأعلى الجبل،
ثم تركها تدحرج إلى أسفله مجدداً.
-
وقد رأى الوجودي الفرنسي، (ألبرت كاموس)،
الحائز على جائزة نوبل، أن وضع
-
(سيزيفوس) كناية عن حال الإنسانية.
-
وسأل: "كيف يمكننا أن نجد معنى في هذا الوجود العبثي ؟".
-
كبشر نحن نكدح بلا توقف لبناء غد لن يأتي، وبعد ذلك
-
نموت.
-
لو كنا ندرك حقاً هذه الحقيقة
فإما نتجه للجنون إذا تماهينا مع
-
شخصياتنا الأنانية، أو سوف نستيقظ ونصبح أحراراً.
-
لا يمكننا أن ننجح في تجاوز نضالنا الخارجي،
لأنه مجرد انعكاس لعالمنا
-
الداخلي.
-
المسخرة الكونية، وسخافة الوضع تصبح واضحة عندما يكون هناك
-
فشل شامل وتام نحو إيقاظ الذات الأنانية من خلال مساعيها العقيمة.
-
في مذهب "الزن" هناك قول مأثور،
"قبل التنوّر اقطع الخشب، احمل المياه.
-
بعد التنوّر اقطع الخشب، احمل المياه."
-
قبل إحراز التنوّر وجب على المرء أن يدفع بالكرة
لأعلى التل، و بعد إحراز التنوّر وجب عليه
-
أيضاً دفع الكرة لأعلى التل.
-
ماذا تغير؟
-
المقاومة الداخلية تجاه الفعل ذاته.
-
تم إسقاط النضال، أو بالأحرى المناضل أدرك أنه
-
واهم.
-
الإرادة الفردية أو العقل الفردي والإرادة الإلهية،
أو العقل الأعلى، قد تحاذوا.
-
(الصمدية) هي في نهاية المطاف إسقاط كامل المقاومة
الداخلية - لجميع الظواهر المتغيرة، دون استثناء.
-
المرء القادر على تحقيق السلام الداخلي،
بغض النظر عن الظروف يكون قد أحرز
-
(الصمدية) الحقيقية.
-
اسقاطك للمقاومة لا يعني تغاضيك عن شيء أو شيئين،
ولكن كي لا تكون حريتك الداخلية
-
متوقفة على العالم الخارجي.
-
من المهم أن نلاحظ أنه عندما نقبل الواقع كما هو،
فذلك لا يعني بالضرورة
-
أن نتوقف عن العمل في العالم،
أو نصبح متأملين داعين للسلام.
-
في الواقع العكس قد يكون صحيحاً؛ عندما نكون أحرار
في التصرّف دون أن نكون مندفعين من قبل دوافع لاواعية
-
فمن الممكن العمل في مواءمة مع (التاو)،
مع القوة الكاملة لطاقتنا الداخلية
-
التي تدعمنا.
-
سيجادل الكثيرون بأنه لكي نغير العالم
ونحقق السلام نحتاج إلى القتال بضراوة
-
ضد أعدائنا المحسوسين.
-
القتال لأجل السلام يشبه المناداة لأجل الصمت؛
هذا يخلق مزيداً مما لا ترغب فيه.
-
في أيامنا هذه هناك حرب ضد كل شيء:
حرب ضد الإرهاب، حرب ضد المرض،
-
حرب ضد المجاعة.
-
كل حرب هي في الواقع حرب ضد أنفسنا.
-
القتال هو جزء من الوهم الجماعي.
-
ندّعي رغبتنا في السلام، ولكننا نواصل انتخاب
زعماء ينخرطون في الحرب.
-
نكذب على أنفسنا قائلين أننا نؤيد حقوق الإنسان،
ولكننا نستمر في شراء المنتجات
-
المصنوعة في مصانع استغلالية.
-
نقول إننا نريد هواء نقي، ولكننا نواصل التلويث.
-
نريد من العلم معالجتنا من السرطان
ولكننا لا نغير عاداتنا السلوكية المدمرة ذاتياً
-
التي تجعلنا أكثر عرضة للمرض.
-
نخدع أنفسنا بأننا نشجع لحياة أفضل.
-
ولا نريد أن نعترف بدواخلنا الخفية التي ترضى بالمعاناة والموت.
-
الإعتقاد بأننا قادرون على كسب حرب ضد السرطان،
أو المجاعة، أو الإرهاب، أو أيّ عدو تم خلقه
-
من خلال تفكيرنا وسلوكنا، يتيح لنا الإستمرار بخداع أنفسنا
-
بأننا لسنا مضطرين لتغيير طريقة عيشنا على هذا الكوكب.
-
العالم الداخلي هو المكان الذي يجب أن تجري فيه الثورة أولاً.
-
فقط عندما يمكننا أن نشعر مباشرة بدوامة
الحياة بداخلنا، يمكن للعالم الخارجي أن يصبح
-
في مواءمة مع (التاو).
-
وحتى ذلك الحين، أيّ عمل نقوم به سوف يزيد
من الفوضى التي تم خلقها بواسطة العقل.
-
الحرب والسلام يُطلّان معاً في رقصة لا نهائية؛
فهما سلسلة متصلة واحدة.
-
النصف الواحد لا يمكن أن يوجد دون الآخر.
-
كما أن الضوء لا يمكن أن يوجد دون الظلمة،
والأعلى لا يمكن أن يوجد دون الأسفل.
-
يبدو أن العالم يريد الضوء دون الظلام،
والإمتلاء دون الفراغ، والسعادة دون الحزن.
-
كلما ازداد انشغال العقل، أصبح العالم أكثر تجزّؤاً.
-
كل الحلول التي تأتي من العقل الأناني منبثقة
على أساس فكرة وجود مشكلة ما،
-
ويصبح الحل مشكلة أكبر مما كان يحاول حله.
-
ما تقاومه يبقى مستمراً.
-
ما إن يخلق الإبداع البشري مضادات حيوية جديدة
إلا وتجد الطبيعة أصبحت أكثر مكراً مثلما نرى البكتيريا
-
تصبح أكثر قوة.
-
وبالرغم من أفضل جهودنا في كفاحنا الجاري،
فإن انتشار السرطان يتزايد فعلياً،
-
وعدد الجياع في العالم ينمو باطراد،
وعدد الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم
-
يستمر في الارتفاع.
-
ما هو الخطأ في نهجنا ؟
-
مثل المتدرّب الساحر في قصيدة (غوته)،
لقد امتلكنا قوة كبيرة،
-
ولكن ليس لدينا الحكمة في تدبيرها.
-
المشكلة هي أننا لا نفهم الأداة التي نستخدمها.
-
نحن لا نفهم العقل البشري ودوره الصحيح والغرض منه.
-
تولد الأزمة من الطريقة المبرمجة المحدودة
التي نفكر بها، والطريقة التي نشعر
-
ونعيش بها حياتنا.
-
عقلانيتنا سلبت منّا القدرة على معرفة وتجربة الحكمة
-
الكامنة في العديد من الثقافات القديمة.
-
تفكيرنا الأناني قد سلب من القدرة
على الشعور بعمق قدسية الحياة،
-
وغموض روحانية الحياة، ومن تحقيق مستويات
مختلفة كلياً من الوعي،
-
هي الآن تقريباً مفقودة عند البشرية.
-
في التقاليد المصرية القديمة، كان النتر "الآلهة" عبارة عن
أشكال نموذجية يمكن أن تتجسد خصائصها
-
من قِبل أولئك الذين يهذّبون أجسادهم البدنية والروحية بطريقة
-
تجعلهم ملائمين لإحراز مستويات أعلى من الوعي.
-
النتر الأولي، أو المبدأ الإلهي لهذه الحكمة
كان يعرف باسم (تحوت) أو (تيهوتي).
-
كثيراً ما يصوّر كمدوّن مع رأس طائر (أبو منجل)، ويمثل
-
أصل كل المعرفة والحكمة.
-
يمكن وصف (تحوت) بأنه المبدأ الكوني للتفكير أو الفكر.
-
وهبنا (تحوت) اللغة، الدلالات، الكتابة، الرياضيات،
وجميع الفنون ومظاهر العقل.
-
فقط أولئك الذين خاضوا تدريب خاص أتيح لهم
الوصول إلى معرفة (تحوت) المقدّسة.
-
كتاب (تحوت) ليس كتاباً مادياً، بل هو حكمة
العالم الأكاشي أو الأثيري.
-
تقول الأسطورة أن معرفة (تحوت) كانت مخبأة
عميقاً في مكان سرّي بداخل
-
كل إنسان، وكانت محمية من قبل ثعبان ذهبي.
-
الأسطورة البدائية أو المعمّرة عن الثعبان
أو التنين الذي يحرس كنزاً
-
تغلغت في العديد من الثقافات، وقد سميت باسماء مثل
(الكونداليني شاكتي)، (تشي)، (الروح القدس)
-
والطاقة الداخلية.
-
الثعبان الذهبي يمثّل الذات الأنانية وهي مقيّدة بالطاقات الداخلية
-
ولحين إتقانها وتجاوزها، فان الروح
لن تكون قادرة على بلوغ الحكمة الحقيقية.
-
قيل بأن كتاب (تحوت) لا يجلب سوى المعاناة لمن يقرأه،
-
بالرغم من أنه سيجد فيه أسرار الآلهة وكل ما هو مخفي
-
في عمق النجوم.
-
ما يجب فهمه هو أن الكتاب جلب المعاناة لكل من قرأه،
-
أيّ ذات أنانية حاولت السيطرة عليه.
-
في التقاليد المصرية كان الوعي المستيقظ يمثّل بالإله (أوزيريس)
-
ومن دون هذا الوعي المستيقظ،
أيّ معرفة أو فهم تتحصّلها الذات المحدودة
-
ستكون خطراً، ومنفصلة عن الحكمة العليا.
-
يجب على عين (حورس) أن تُفتح.
-
المعنى الباطني الذي نجده هنا
يماثل قصة متعارفه عند الأكثرية
-
ألا وهي "السقوط" من جنّة عدن.
-
كتاب (تحوت) يناظر شجرة معرفة
الخير والشر التي غوي آدم وحواء
-
للأكل من فاكهتها.
-
الإنسانية قد أكلت بالفعل الفاكهة المحرمة،
وفتحت كتاب (تحوت)،
-
وطُردت من الجنّة.
-
الثعبان هو كناية عن دوامة البدائية
التي تمتد من العالم الأصغر
-
حتى العالم الأكبر.
-
والآن يعيش الثعبان متجسّداً بك.
-
إنه العقل الأناني معبّراً من خلال العالم المتجلّي.
-
لم يكن لدينا من قبل القدرة للوصول إلى كل هذه المعرفة.
-
لقد توغّلنا في العالم المادي،
حتى عثرنا على ما يسمى بـ(جسيم الإله)،
-
ولكن لم نكن أبداً أكثر محدودية،
وأكثر جهلاً عن طبيعتنا وطريقة حياتنا،
-
ولم نفهم الآلية التي نخلق بها المعاناة.
-
لقد خلق تفكيرنا العالم كما هو عليه الآن.
-
كلما صنفنا شيئاً بأنه جيد أو سيء،
أو خلقنا تفضيلاً في أذهاننا
-
فهذا بسبب وجود الذات الأنانية أو النزعات الذاتية.
-
الحل ليس في القتال من أجل السلام أو قهر الطبيعة،
ولكن ببساطة هو الإعتراف بالحقيقة؛
-
بأن مجرد وجود الذات الأنانية يخلق الازدواجية،
-
انقسام بين الذات والأخرى، ما يخصّني وما يخصّك،
الانسان والطبيعة، الداخلي والخارجي.
-
الذات الأنانية عنيفة؛ فهي تتطلب حاجزاً،
حد بينها وبين الآخرين لكي تكون موجودة.
-
دون وجود الذات الأنانية
لن تكون هناك حرب ضد أيّ شيء.
-
ليس هناك غطرسة، ولن توجد نزعة نحو تحقيق الربح.
-
هذه الأزمات الخارجية في عالمنا تعكس
أزمات داخلية خطيرة؛ نحن لا نعرف
-
من نحن.
-
نحن متماثلون تماماً مع هوياتنا الأنانية،
تلتهمنا المخاوف ومعزولون
-
عن طبيعتنا الحقيقية.
-
الأعراق، الأديان، البلدان، الإنتماءات السياسية،
أيّ مجموعة ننتمي إليها، كلها تعزز
-
هوياتنا الأنانية.
-
كل جماعة موجودة في العالم اليوم
تدّعي الحق والصواب في منظورها
-
كما نفعل على المستوى الفردي.
-
من خلال زعمها بأنها تملك الحقيقة،
فإن المجموعة تُديم وجودها بنفس الطريقة
-
التي تعرّف بها الأنا الأنانية
أو الذات المزيفة نفسها ضد الآخرين.
-
واليوم توجد حقائق ونظم عقائدية
مستقطبة عديدة متعايشه معاً
-
على الأرض.
-
من الممكن لأشخاص مختلفين تجربة أفكار
والشعور بعواطف مختلفة تماماً
-
تجاه نفس الظواهر الخارجية.
-
بنفس الطريقة، سامسارا "التدفّق المستمر" ونيرفانا
"التحرّر"، أو الجنة والجحيم، هما بعدان مختلفان
-
يشغلان نفس العالم.
-
الحدث الذي قد يبدو كارثياً لأحدهم،
يمكن أن ينظر إليه آخر على أنه نعمة.
-
وما بات واضحاً هو أن الظروف الخارجية
المحيطة بك لا يجب أن تؤثر على
-
عالمك الداخلي بأيّ طريقة كانت.
-
لإحراز (الصمدية) يعني أن تصبح عجلة ذاتية الحركة،
أن تصبح مستقلاً بذاتك، كوناً كامناً
-
في ذات واحدة.
-
إن تجربتك في الحياة لا تتوقف على تغير الظواهر.
-
يمكن إجراء مقارنة مع مكعب (ميتاترون).
-
ورد اسم (ميتاترون) في مختلف النصوص
المسيحية والإسلامية واليهودية القديمة،
-
وهو يرتبط نموذجياً بالنتر "الإله" المصري (تحوت)،
وكذلك (هرمس مثلّث العظمة) من اليونان.
-
يرتبط (ميتاترون) بشكل وثيق مع الـ(تيتراغراماتون)
-
(تيتراغراماتون) هو النمط الهندسي الأساسي،
القالب أو الإنبعاث الأولي
-
لتجلّي الواقع المادي، والذي أطلق عليه بـ(كلمة الله) أو اللوغوس.
-
هنا نرى تمثيل ثنائي الأبعاد لهذا الشكل،
ولكن إذا نظرت بطريقة معينة،
-
ترى مكعب ثلاثي الأبعاد.
-
عندما ترى المكعب، لم يتغير شيء
في الشكل، ولكن عقلك أضاف
-
بُعداً جديداً لرؤيتك الخاصة.
-
النظرة البُعدية أو المنظور الفردي يعني ببساطة
أن تصبح معتاداً على طريقة جديدة
-
لإدراك العالم.
-
عند إحراز (الصمدية) نصبح متحررين من المنظور،
أو أحرار لخلق وجهات نظر جديدة،
-
حيث لا توجد نزعة ذاتية أو تعلّق بأيّ وجهة نظر معينة.
-
وكثيراً ما أشار أعظم العقول في تاريخ البشرية إلى
مستويات فكرية تتجاوز محدودية
-
الذات المزيفة.
-
قال أينشتاين: "إن المقياس الحقيقي للإنسان يتحدد
في المقام الأول من خلال التدبير
-
والإدراك اللذان يحقق من خلالهما التحرر من الذات".
-
لهذا لا يعتبر التفكير ووجود الذات أمراً سيئاً،
بل يعد التفكير أداة جميلة
-
عندما يعمل العقل في خدمة القلب.
-
في تعاليم (الفيدانتا) قيل بأن العقل خادم ممتاز ولكنه سيد سقيم.
-
تعمد الأنا الأنانية إلى تصفية الواقع إلى
لغة وتصنيفات، وتنتقد بصورة متواصلة.
-
تفضّل شيء على شيء آخر.
-
عندما يكون العقل والحواس هما سيدك،
فإنهما سيخلقان معاناة لا تنتهي
-
رغبة وكراهية لا تنتهيان،
محتجزة إيانا في مصفوفة (سجن) التفكير.
-
إذا أردت إحراز (الصمدية)،
لا تحكم على أفكارك بأنها جيدة أو سيئة،
-
ولكن حاول معرفة من أنت
قبل وجود الفكر، قبل وجود الحواس.
-
عندما يتم اسقاط كافة التصنيفات
عندها يصبح بالإمكان رؤية الأشياء كما هي.
-
في اللحظة التي يقال للطفل ما هو العصفور،
فلو صدّق ما تم إخباره عنه
-
عندها لن يرى العصفور مجدداً.
-
فقط سوف يرى أفكاره.
-
معظم الناس يظنّون أنهم أحرار، واعون ومستيقظون.
-
ولكن إذا كنت تعتقد بأنك مستيقظ، فلماذا تبذل جهدك لتحقيق
-
ما أنت مؤمن بأنك تملكه أساساً ؟
-
قبل أن يصبح بإمكانك أن تستيقظ،
وجب أن تقبل بأنك نائم،
-
تعيش بداخل المصفوفة.
-
راقب حياتك بأمانة، بدون أن تكذب على نفسك.
-
هل أنت قادر وقف حياتك الآلية المتكررة لو رغبت ؟
-
أيمكنك التوقف عن السعي نحو المتعة وتجنب الألم،
أأنت مدمن على نوعية معينة من الأطعمة والأنشطة
-
والتسالي ؟
-
هل أنت دائماً تحكم، تلقي النوم، تنتقد نفسك والآخرين ؟
-
هل يسعى عقلك باستمرار نحو المحفّزات،
أو تشعر بالرضى التام أثناء وجودك
-
في حالة صمت ؟
-
هل تتفاعل مع آراء الناس بشأنك ؟
-
هل تسعى نحو إيجاد القبول، التعزيز الإيجابي ؟
-
هل تقوم بتدمير حياتك بطريقة ما ؟
-
معظم الناس يعيشون حياتهم اليوم
بنفس الطريقة التي سيعيشونها غداً
-
ونفس الشيء بعد سنة، وبعد عشر سنوات من الآن.
-
عندما تبدأ بمراقبة طبيعتك شبه الآلية تصبح أكثر تيقظاً.
-
تبدأ بإدراك عمق المشكلة.
-
أنت نائم تماماً، تائه في حلم.
-
كما سكان كهف (أفلاطون)، معظم الذين
يصغون لهذه الحقيقة لن يكون لهم الرغبة
-
أو القدرة على تغيير حياتهم لأنهم متعلّقين بأنماطهم المألوفة.
-
نحن نقطع مسافات طويلة لأجل تبرير أنماطنا،
وندفن رؤسنا في الرمال بدلاً من
-
مواجهة الحقيقة.
-
نرغب بمن يخلّصنا، ولكن لسنا على استعداد لتخليص أنفسنا.
-
ما الذي أنت مستعد لتدفع ثمنه لتصبح حراً ؟
-
معرفتك بأنك لو غيرت عالمك الداخلي،
فيجب أن تستعد لتغيير حياتك الخارجية.
-
تركيبتك وهويتك القديمة يجب أن
تصبح التربة الميتة التي تنمو فيها الجديدة.
-
الخطوة الأولى نحو الإستيقاظ هي أن
ندرك أننا متماهين مع مصفوفة
-
العقل البشري، أو مع القناع.
-
لابد أن شيء ما في داخلنا اصغى
لهذه الحقيقة ونهض من سباته.
-
هناك جزء منك، ذو طبيعة
خالدة، لطالما عرف الحقيقة.
-
إن مصفوفة العقل تلهينا، تسلّينا، تبقينا
نعمل دون انقطاع، نستهلك، نطمع
-
في دورة من التلهّف والنفور للظواهر المتغيرة
باستمرار، تبقينا بعيداً عن إزهرار
-
وعينا، بعيداً عن حقنا
التطوّري وهو (الصمدية).
-
التفكير المَرضي هو ما
يتم إهماله لعيش حياة طبيعية.
-
لقد بات جوهرك الإلهي مستعبداً،
ومتماهياً مع الذات المزيفة المحدودة.
-
الحكمة العظيمة، وحقيقتك
مدفونة عميقاً بداخل كيانك.
-
قال (جدو كريشنامورتي): "ليس مقياساً لصحة
الفرد أن يقوم بتكييف نفسه تماماً
-
مع مجتمع مريض للغاية".
-
التماهي مع العقل الأناني هو الداء بعينه
و(الصمدية) هي الدواء.
-
القدّيسين، الحكماء والأحياء المستيقظين على مرّ التاريخ
جميعهم تعلّموا الحكمة من تسليم الذات.
-
كيف يصبح بالإمكان إدراك الذات الحقيقية ؟
-
عندما تسبر حجاب الوهم (مايا)،
وتتخلى عن الذات الوهمية، ما الذي يبقى؟